المقام الأول
المسرد التاريخي لهذه النظرية
وتشخيص وقائعها
إنها نظرية اليهود والنصارى، وهي حديثة بصنع شعاراتها، والعمل من أجلها على كافة المستويات - كما سيأتي - لسَحب المسلمين عن إسلامهم، لكنها قديمة عند اليهود، والنصارى، في كوكبة تدابيرهم الكيدية ومواقفهم العدائية للإسلام، والمسلمين.
وبتتبع مراحلها التاريخية، وجدتها قد مرت في حقب زمانية أربع هي:
1 - مرحلتها في عصر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد بين الله - سبحانه - في محكم كتابه، أن اليهود، والنصارى في محاولة دائبة؛ لإضلال المسلمين عن إسلامهم، وردهم إلى الكفر، ودعوتهم المسلمين إلى اليهودية أو النصرانية فقال - تعالى -: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة / 109] .