ما أنس يوم تعانقنا وعلّلني ... من ريقه صَافياً ما شَابَهُ كُدَرَ
أبصرته فرأيت الشمس طالعةً ... والشمس تغشى فيغشى دونها البصر
هذا على أن حول الشمس من شَعَرٍ ... ليلٌ يقال له الأصداغ والطرر
أنا القتيل وطرفي قاتلي ودمي ... ما بين طرفي ومن عُلِّقْته هدر
لدعبل:
لا تأخذوا بظلامتي أحداً ... قلبي وطرفي في دمي اشتركا
قال المتنبي:
وأنا الذي أجتلب المنيةَ طرفُه ... فمن المطالِبُ والقتيلُ القاتلُ
لأشجع السلمي:
وعلى عدوّك يا بنَ عمّ محمد ... رَصَدان ضوءُ الصبح والإظلام
فإذا تنبّه رُعْتَه وإذا غفا ... سَلَّتْ عليه سيوفَك الأحلام
قال المتنبي:
يرى في النوم رُمْحَك في كُلاه ... ويَخْشى أن يراه في السُّهاد
وإذا تأملت الأبيات رأيت بين كلام المتنبي وبين كلام السلمي بوناً بعيداً لأن المتنبي أراد بذكر السهاد اليقظة المطابقة النوم فأفسد المعنى لأن السهاد انتفاء الكرى ليلاً والمستيقظ في حاجته نهاراً لا يسمى ساهداً وهذا لقلة معرفته بأصول اللغة.
لأبي تمام:
شاب رأسي وما رأيت مشيب ال ... رّأس إلا من فرط شيب الفؤاد
فنقل المتنبي الشيب من الفؤاد إلى الكبد وقال:
إلاّ يَشبْ فلقد شابَتْ له كبدٌ ... شَيْباً إذا خَضَّبَتْه سَلْوَةٌ نصلا