وعثمان بن عفان رحمة الله عليه وعلى جميع الصحابة أحد الصحابة السابقين الأولين من قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأجلين ممن استجاب لله وللرسول في أول دعوته فسبق بإسلامه ونصح لله ولرسوله -[36]- في إيمانه فحسن في الإسلام ولاؤه، وعظم فيه غناؤه وتقدمت هجرته -[37]- وقربت قرابته صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنتيه، وخليفته بعد خليفتيه أحد الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، الذين وعدهم بالاستخلاف لهم في الأرض، والتمكين لهم فيها بالحق والدين، الذي ارتضاه لهم، ويبدلهم من بعد خوفهم أمنا، حتى يعبدوا الله وحده، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر وكذلك وعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الخلافة ثلاثون سنة، فكانت -[38]- خلافة عثمان منها اثنتي عشرة سنة، فنجز وعد الله، وتمت كلمة الله، -[39]- وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودحضت حجة من كفر بالله.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه".