بَابُ الْإِيمَانِ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْضَبُ، وَيَرْضَى، وَيُحِبُّ، وَيَكْرَهُ قَالَ الشَّيْخُ: وَالْجَهْمِيُّ يَدْفَعُ هَذِهِ الصِّفَاتِ كُلَّهَا وَيُنْكِرُهَا وَيَرُدُّ نَصَّ التَّنْزِيلِ وَصَحِيحَ السُّنَّةِ، وَيَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَغْضَبُ، وَلَا يَرْضَى، وَلَا يُحِبُّ وَلَا يَكْرَهُ، وَإِنَّمَا يُرِيدُ بِدَفْعِ الصِّفَاتِ وَإِنْكَارِهَا جَحْدَ الْمَوْصُوفِ بِهَا. وَاللَّهُ تَعَالَى قَدْ أَكْذَبَ الْجَهْمِيَّ وَأَخْزَاهُ، وَبَاعَدَهُ مِنْ طَرِيقِ الْهِدَايَةِ وَأَقْصَاهُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ} [النساء: 93]، {وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا} [النور: 9] وَقَالَ: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7]، وَقَالَ: {أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [المائدة: 80] وَقَالَ: {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ} [المائدة: 60]،