باب التصديق بأن الله تبارك وتعالى كلم موسى، وبيان كفر من جحده وأنكره اعلموا رحمكم الله أنه من زعم أنه على ملة إبراهيم ودين محمد صلى الله عليه وسلم وأنه من أهل شريعة الإسلام ثم جحد أن الله كلم موسى، فقد أبطل فيما ادعاه من دين الإسلام، وكذب في قوله

بَابُ التَّصْدِيقِ بِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَلَّمَ مُوسَى، وَبَيَانِ كُفْرِ مَنْ جَحَدَهُ وَأَنْكَرَهُ اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّهُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَدِينِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ شَرِيعَةِ الْإِسْلَامِ ثُمَّ جَحَدَ أَنَّ اللَّهَ كَلَّمَ مُوسَى، فَقَدْ أَبْطَلَ فِيمَا ادَّعَاهُ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ، وَكَذَبَ فِي قَوْلِهِ: إِنَّهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَرَدَّ عَلَى اللَّهِ قَوْلَهُ، وَكَذَّبَ بِمَا جَاءَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَدَّ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَإِجْمَاعَ الْأُمَّةِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]، وَقَالَ {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [الأعراف: 143]، وَقَالَ {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} [الأعراف: 144]، وَقَالَ {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14]، وَقَالَ {يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [النمل: 9]، وَقَالَ {يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [القصص: 30]،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015