ومقدمين له بل ولسائر بني هاشم على غيرهم في العطاء، مقدمين له في المرتبة والحُرمة والمحبة والموالاة والثناء والتعظيم كما يفعلان بنظرائه، ويفضلانه بما فضله الله - عز وجل - به على من ليس مثله. ولم يعرف عنهم كلمة سوء في عليّ قط، بل ولا في أحد من بني هاشم.

كان عمر يقدم أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في العطاء على جميع الناس ويفضلهم في العطاء على جميع الناس، حتى إنه لما وضع الديوان للعطاء وكتب أسماء الناس قالوا: نبدأ بك. قال: لا. ابدءوا بأقارب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضعوا عمر حيث وضعه الله. فبدأ ببني هاشم، وضم إليهم بني المطلب؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد إنهم لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام» (?) فقدم العباس وعليًا والحسن والحسين وفرض لهم أكثر مما فرض لنظرائهم من سائر القبائل، وفضل أسامة بن زيد على ابنه في العطاء فغضب ابنه وقال: تفضل علي أسامة؟ قال فإنه كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أبيك.

وهذا الذي ذكرناه من تقديم بني هاشم وتفضيلهم أمر مشهور عند جميع العلماء بالسير لم يختلف فيه اثنان.

فمن تكون هذه مراعاته لأقارب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعترته أيظلم أقرب الناس إليه وسيدة نساء أهل الجنة، وهي مصابة في يسير من المال وهو يعطي أولادها أضعاف ذلك المال ويعطي من هو أبعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - منها (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015