علي بن الحسين: روايته، وما روي عنه، ومناقبه
أخذ العلم عن غير الحسين أكثر مما أخذ عن الحسين، فإن الحسين قتل سنة إحدى وستين وعلي صغير، فلما رجع إلى المدينة أخذ عن علماء أهل المدينة، فإن علي بن الحسين أخذ عن أمهات المؤمنين عائشة وأم سلمة وصفية وأخذ عن ابن عباس والمسور بن مخرمة وأبي رافع مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومروان بن الحكم وسعيد بن المسيب وغيرهم.
وأما ثناء العلماء على علي بن الحسين ومناقبه فكثيرة. وقال الزهري: لم أدرك بالمدينة أفضل من علي بن الحسين. وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: هو أفضل هاشمي رأيته بالمدينة. وقال حماد بن زيد: سمعت عليّ بن الحسين وكان أفضل هاشمي أدركته يقول: أيها الناس أحبونا بحب الإسلام فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارًا. ذكره محمد بن سعد في الطبقات: أنبأنا عارم، أنبأنا حماد. ثم قال ابن سعد قالوا: وكان عليّ بن الحسين ثقة مأمونًا كثير الحديث عاليًا رفيعًا. وروى عن شيبة بن نعامة قال كان عليّ بن الحسين يبخل فلما مات وجدوه يعول أهل مائة بيت بالمدينة في السر.
وله من الخشوع وصدقة السر وغير ذلك من الفضائل ما هو معروف، حتى إنه كان من صلاحه ودينه يتخطى مجالس أكابر الناس ويجالس زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب وكان من خيار أهل العلم والدين من التابعين، فيقال له: تدع مجالس قومك وتجالس هذا فيقول: إنما يجلس الرجل حيث يجد صلاح قلبه.
وروى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن سعيد الأنصاري والزهري وأبو الزناد وزيد بن أسلم وابنه وأبو جعفر.