وقال العزاوي عن عقيل: هو اليوم شيخ مشايخ شمر في العراق، وابن عبد العزيز ابن فرحان باشا، وأَكثر معلَوْمَاتي عن قبائل شمر اقتبستها منه رأْسًا بالَوْاسطة ومن مبرد بن سوقي وبعض شيوخ شمر الَمْشاهير ممن يعتمد عليهم. شاهدته امراً منطقياً، عاقلا، كاملا، حسن الَمْعاشرة من كل وجه، وقد اتصلت به كثيراً، فلَمْ أعثر على مَا يمل منه وإنمَا هناك لين الجانب، ودمَاثة الأَخلاق، وحسن الَمْنطق، وقوة البيان، وصدق اللهجة، وأَن القلَمْ ليعجز أَن يذكر كافة مزاياه، ومجمل مَا يسعني أَن أَقوله أَنه جامع لصفات العرب النبيلة. ولا أنسى محادثاته عن القبائل وعن عرفها وتوجيهه لبعض الَوْقائع والأحكام البدوية ممَا لَمْ أَجده عند غيره، ولا يعثر عليه لدى أَكثر العوارف الذين شاهدتهم. ولَمْ نعثر على وقائع مهمة عن أولاده الآخرين سوى أن عبد الرزاق وقعت له معركة مع الأتراك وأمَا فرحان وفارس فقد كانت علاقتهمَا مع الحكومة العثمَانية حسنة جداً، وحصلا على رتبة " باشا "، وتمكنا ممَا ناله أجدادهمَا من السلطة والنفوذ على قبائلهم فغطت شهرتهمَا على الباقين من سائر رؤساء شمر، فلا نطيل القول بذكر تفرعاتهم. وقال العزاوي: كانت قبائل شمر تتجول في جزيرة العرب ومَا بين النهرين بلا معارض ولا منازع سوى مَا يحدث من جراء اختلاف القبائل بعضها مع بعض أو مع الحكومة أحياناً. وبعد احتلال العراق من الجيش البريطاني سنة 1917م وسورية من الجيش الفرنسي استقل كل فريق من شمر في جهته وعهدت الرئاسة إلى عراقي في الَمْملكة العراقية وإلى سوري في الَمْملكة السورية. وهذه الرئاسة لَمْ يكن هذا سببها الَوْحيد وهناك رئاسة من كل من آل محمد على ناحية أو قبيلة أو عدة قبائل، فالسلطة منقسمة بتكاثر آل محمد وتعددهم وفي زمن الحكومة العثمَانية يعرف واحد منهم، وإذا كان غير صالح لإدارة القبائل فالعشائر تميل إلى من تهواه من آل محمد ويبقى الرئيس واسطة التفاهم. أمَا اليوم فكل واحد عرف رئيساً في جهته. إن رئاسة شمر في العراق قررت إلى الشيخ عقيل الياور. فهو اليوم شيخ مشايخهم لا يزاحمه فيها مزاحم، وقد خلف دهامَا آل الهادي الذي ذهب إلى سورية، والآن هو في الحدود ويقود " شمر الحدود " كمَا سمتهم السلطة الفرنسوية. وإن مشعل باشا صار شيخاً على شمر الزور " كذا سمتهم حكومة سورية " وهم شمر الذين يسكنون دير الزور. وهناك شمر آخرون يقودهم مثقل العجمي " كذا في عشائر سورية " وتسميهم الحكومة الفرنسوية " شمر دمير قبو ". وهنا يلاحظ أن الرقابة موجودة بين عقيل الياور وبين دهام الهادي ابن عمه ولكن لَمْ يقع بين هذين الرئيسين مَا كانت تتوقعه السلطات الفرنسية من جراء العداء أو تتنبأ به من حدوث مَا يثير كامن الحقد والضغينة وأنهم سوف يبقون أعداء طول حياتهم استنتاجاً من حوادث الصلح الظاهرية التي وقعت خلال عام 1926م في عانة وعام 1929 في حسيجة. ولا يعدو هذا عن أُمور حدسية يظن تحققها أو أن تتوتر شقة الخلاف بين أقسام قبيلة قوية يخشى بطشها وسلطانها فيمَا إذا اتفقت وتوحدت كلَمْتها نظراً لخصومة آنية وقعت بين قريبين لا تؤدي إلى أكثر من تكون عداءًا شخصياً فلا يدع مجالاً لأن تتقابل شمر بعضها مع بعض. وعلى كل - كمَا قلنا سابقاً ونقول - إن اختيار الرئاسة في البدو إنمَا يكون لَمْواهب يرونها من أفراد بيت الرئاسة.
وقال العزاوي: إن الذين عددناهم كانت تنتقل إليهم الإمَارة. وهناك من آل محمد غير هؤلاء وهم: 1 - آل عمرو: وهؤلاء في سورية وقد أُشير إلى القول عنهم. وثلة منهم عند الأتراك. قال البسام في عشائر العراق بعد أن ذكر شمر بالَوْجه الَمْنقول عنه في صحيفة 128 وشيخ هؤلاء الَمْشهورين سلَمْا وحرباً، يقال له عمر الجرباء. وقد سهوت عن ذكره فجاء تمَام العبارة هنا كاملة فاقتضى التنبية والظاهر من نطقهم عمراً بفتح العين إنه عمرو ولا عمر.
2 - آل زيدان: منهم في سورية وفي العراق مع الخرصة ورئيسهم أسعد بن سميري بن نجم بن مجزن بن زيدان. ويقال لهؤلاء الزيادين أيضاً، ومن رؤسائهم الَمْذكور وهو القائل القصيدة التي مطلعها:
عبعوب غطى مهرتي في جلاله ... واحلب لها در من اذواد مغاتير
ومنها:
يا صفوق آتيك بالَوْيلات رمل الهلالي ... رخم الجموع مغترين الَمْداوير