ولقد سمعت من شيخي إبراهيم العثمَان أَحد سلاطين الَمْمَاليك - ولعله أَحال إلى أَحال إِلى أَحد كتب الَمْقريزي - طلب مقابلة بعض أَعيان نجد وأَحالني إِلى رحلة ابن الَمْجاور عن نص من الشعر العامي فوجدته كمَا قال. ووجدت في تاريخ العصامي لَمْحمد بن جدوع في مدح بركات بن إبراهيم الشريف من نوع الشعر العامي القديم الذي دونه ابن يحيى ونشره ابن حاتم. ووجدت في أنساب أهل عمَان مَا وصلت به تاريخ بعض الأسر الحاكمة في البحرين وذلك في السفر الأول من كتابي عن الشعر العامي. وعلَمْت علَمْ اليقين من قصيدة للكليف " الجليف " أن مقرن ابن غصيب استرد ملك الأحساء من آل مغامس وأن الأتراك استولَوْا على الأحساء والحكام من آل أجود كمَا قال ابن بشر وغيره، وإنمَا أخطاء ابن بشر في التاريخ فحسب. وعلى أي حال فالَمْشروع الببلجرافي لهذه النتف يعين طلبة العلَمْ على تجلية تاريخهم الَمْغمور لا سيمَا بعد انفتاح العامة على خزانات الَمْخطوطات، وتيسر التصوير. وقد كنا منذ عقد من الزمن نرى إحالة الَمْؤرخ إلى مخطوط من كبرى الَمْناقب. وآل الجرباء من أُمراء الجبل ومن قبيلة عريقة في هذا الَمْوطن فقد ذكر النسابون أن قبيلة طيْ خرجت من اليمن على إثر خروج الأزد منه، ونزلَوْا سَمِيْرَاءَ وفيداً في جوار بني أسد ثم غلبوا بني أسد على أجا وسَلَمْى فعرفا فيمَا بعد بجبلي طيء. وذكر ابن سعيد أنهم أصحاب الرئاسة في العرب في عصره بالعراق والشام. ورئاستهم في بني ربيعة بن حازم من أحفاد سلسلة بن غنم من أحفاد فطرة بن طيء، فقد ورثوا أرض غسان والشام ومن أشهر أسرهم آل عيسى بن مهنا بن فضل بن ربيعة أثنى عليهم ابن فضل الله العمري كثيراً. وكان شيخنا حمد الجاسر ألف عن آل فضل كتاباً في صغره وحدثني مشافهة أن عقب آل فضل باقون حتى الآن بالأردن. وشمر بطن من طيء ولكنها في العصور الَمْتأخرة أصبحت مجمع البطون الطائية مع أخلاط أخرى دخلت فيها بالحلف. وقد نسب ابن دخيل آل علي وآل رشيد إلى آل فضل ولا سند له إلا أنهم حلَوْا محلهم في الَمْكان والإمَارة أمَا كتب الأنساب فدلت على أنهم من مذحج. فإن صح أن عَبْدَةَ بن شمر - كمَا نقل عن الكتاب الَمْنسوب لابن قدامة - فلا ريب أن زعمَائهم آل ضيغم من جنب من مذحج وقد دخلَوْا في عَبْدَةَ. وآل ضيغم إلى آخر القرن السابع الهجري لايزالَوْن في الجنوب في بلاد مذحج. ويظهر - استئناسا بالأسمَاء - أن آل علي وآل رشيد من ذرية شهوان بن منصور بن ضيغم بن منيف بن جابر بن علي الذي ذكره ابن رسول. ولعل بين جدهم الأدنى عرار بن شهوان وشهوان بن منصور جدًّا اسمه فارس بن طعان استئناساً بنص عن آل فارس كمَا سيأتي بيانه. وإنمَا نسبتهم إلى فارس بن طعان لأن آل خليل هم أبناء خليل بن جاسر بن علي بن عطية من آل جعفر، وقد ذكر الشريس أن آل فارس وآل خليل بطن واحدة وابن فارس محمد كان حياًّ عام 1109.ثم ذكر أن آل صادق من ذرية عبد الله بن محمد بن علي من آل فارس. فإذا كان آل صادق أبناء عم آل علي وكانوا من آل فارس بن طعان فآل علي من ذرية فارس. وكلهم من آل جعفر وقد ذكر ابن بسام أن آل جعفر من الضياغم. ولهذا كله رجحت أن لآل علي وآل رشيد جداً اسمه فارس ابن طعان إمَا من أحفاد عرار بن شهوان وإمَا بين عرار بن شهوان وشهوان بن منصور بن ضيغم. وعلى أي حال فإقحام فارس بن طعان في نسب آل رشيد استنتاج يظل مجرد احتمَال. وفي نص ابن رسول أن لَمْنيف بن ضيغم بن منيف بن جابر ولداً اسمه راشد وله حفيد اسمه عمير بن أحمد بن راشد. وفي الكتاب الَمْجهول الَمْؤلف الذي نقل عنه الشيخ حمد الجاسر أخبار الدُّهم الشهوانيات في مخطوطته عن الخيل أن شهوان أبا عرار أو راشد عم عمير. فيحتمل أن يكون عرار حفيداً لَمْنيف بن ضيغم. ويحتمل أن يكون من ذرية شهوان بن منصور بن ضيغم. وعلى أي حال فتوارث اسم شهوان وعمير وراشد يؤكد أن عرار بن شهوان وعمير بن راشد من أحفاد منيف بن ضيغم. وآل الجرباء هم زعمَاء شمر ورؤساء الجبل وأبعد ذكر لهم وجدته عن وفاة اثنين منهم عام 1100هـ وعام 1103هـ وقد رحلَوْا من نجد عام 1205هـ بعد هزيمتهم أمَام ابن سعود فبنوا زعامتهم في العراق وسوريا. وعَبْدَةَ أكبر قبائل شمر من قبيلة جنب من مذحج فهم أبناء عم عبيدة من قحطان. ومن عَبْدَةَ الجربان وآل علي وآل رشيد. قال شاعر من