قبل تفصيل القول في فروع كل قسم من هذه الأَقسام، نسوق مقدمة عن الأُسرة الشهيرة التي أُلقيت إِليها مقاليد الرئاسة العليا في شَمَّر الجربة. إِن الذين تزعموا هذه العشيرة هم " آل محمد "، وإِذ تكاثروا حتى أَصبحوا جمَاعة بل عشيرة كبيرة، لَمْ نجد بدًّا من ذكر من ينتسب إِلى هذا البيت منذ أَول نشوئه حتى اليوم، منوهين بأَشهر رؤسائهم في الَمْاضي والحاضر: كان أول من رحل من نجد إلى الجزيرة في العراق هو فارس الجربة، فهو إِذن الرئيس الأَول لآل محمد شيوخ شَمَّر في الجزيرة. وقد خلف فارس جمَاعة سُميت باسم آل فارس، واشتهر من هؤلاء صفوق، واشتهر من اولاد صفوق فرحان باشا الَمْشهور، وقد خلف فرحان باشا أَولاداً كثيرين، انقسموا أربعة فروع كل فرع انتسب إلى أُمه " أَي إلى إحدى زوجات فرحان باشا " الأَربع، وهذه الفروع هي: الدرة والجزعة والسرحة والباشات.
ويقدر هذا القسم مع مواليهم بخمس مئة بيت، وأَشهرهم آل عبد العزيز، وآل فيصل،وآل شلال، وبرز من آل عبد العزيز فرأَس عشائر شَمَّر كلها الشيخ " عَقِيل الياور بن عبد العزيز بن فرحان باشا " رحمه الله، ولاتزال الرئاسة في عقبه
الفرع الثاني - الجزعة ويقدرون مع مواليهم ب500 بيت أَيضاً، وأَشهرهم العاصي، والجار الله، وآل مجِولْ. وقد عاش العاصي " 120 " عامَا، وصار شيخاً لِشَمَّر كلها ثم آلت الَمْشيخة إِلى ولده الهادي في عهده، وهو على قيد الحياة ثم قتل الهادي، وآلت الَمْشيخة إِلى دهام رئيس عشائر شَمَّر القاطنة في سورية الآن.
ويقدرون مع مواليهم ب100 بيت، وأشهر رؤسائهم مطلق وهايس وثويني وعبد المحسن وسلطان.
وسموا باسم الباشات، لأَنهم لَمْ يفارقوا بيت فرحان باشا حتى وفاته، ويقدرون مع مواليهم ب " 50 " بيتاً، ومنازله الآن في الفرحانية قرب بلد " ناحية تابعة لقضاء سامَراً في محافظة بغداد "، وأَشهر رؤسائهم الحُمَيْدي الذي آلت مشيخة شَمر إليه في العهد العثمَاني، ومِيزر وبندر، وقد توفوا، وأَحمد وزيد، وهمَا حيان يرزقان. وهناك غير هؤلاء ينتسبون إلى آل محمد، مثل: آل عمرو: ويقدرون مع مواليهم ب " 300 " بيت، أَبرزهم زيد العمرو. آل زيدان: ويقدرون مع مواليهم ب " 300 " بيت أيضا. آل فهد: ويقدرون مع مواليهم ب " 30 " بيتاً، وأشهرهم سطام الفهد، ولَمْ تعهد إلى أَحد منهم مشيخة شَمَّر.
قال أبو عبد الرحمن: ومن آل الجرباء الذين لَمْ يرحلَوْا إلى الجزيرة السعديون وآل سراح بالجوف، منهم آل سلَمْان من آل حبوب من آل سراح. ومن آل سَرَّاح الشاعر غالب بن حَطَّاب، من شعره قوله يخاطب شَرِيْدَة، خادم مضيفه:
لاَواهَنيِ من نط راسَ الفريدهْ ... وشَافَ الطويلُ وْشَافْ خشْمَ الاَضارِعْ
أَخَيْر عندِي منْ مقابَلْ شِرِيْدَهْ ... مْنَاخَى النَّشَامَى عند قَصْر ابن زراع
ووالده هو الذي يعنيه عُبَيد الرشِيْد بقوله:
يامنْ يبَشِّرْ بِيْ خْلَيْفٍ وْحَطَّابْ ... تَبْشير فِرْعَوْنٍ بْمُوْسَى وهَارُوْن
ووجدت في كراسات الشيخ مِنْديل هذه الأَبيات لحطَّاب، وذكر أَنه قالها وهو في سجن ابن رشيد:
يا موفَّقين الخَيْر يا أهل النجايِبْ ... عَسَى السَّعدْ في نحورهنْ حين تمشونْ
مع النَّقيب ادعْوا طريق الركايِبْ ... والعَصر بَاكِر باللَّقايِطْ تحطُّوْن
تلقون ناصِرْ مثْل حُرَّ الجلايِبْ ... مَاكَرْ ولا عُمْرَ الَمْوَاكِر يبُورُونْ
تلقون فِنْجالٍ من الْبُنِّ رَايِبْ ... زَوْدٍ على اللِّيْ بالَمْناسِفْ يِحِطُّوْنْ
لَوْا على من شَافْ هَاكَ الْخَرَايِبْ ... في سَاعَةٍ يَحْضرْ بها كلِّ ملْعَونْ
ومن شعر غالب بن حطاب قصيدة حدثني بها أبو محمد البازعي - رحمه الله - يقول فيها:
يا الله يا اللي فوقنا معتلِينَّا ... حنَّا ومن يَرْجى ثابك حْذَانَا
حنَّا بْلَيَّا طلبتك مَا بَغَيْنَا ... حِتِّى ايْشْ لَوْجَا زادْنَا مَاهَنَانا