وفي كتاب «الاستيعاب»: أبو عبد الله أصح، روى عنه أبو سلام الحبشي، وكان ثوبان ممن حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدى ما وعى.
وذكره أبو عبد الرحمن السلمي في أهل الصفة.
وأنشد له المرزباني في «المعجم» [ق 46 / أ].
إني لمولى رسول الله يعرف لي ... ذاك البرية أهل الدين والشرف
أصلي ملوك بني الأحرار يقدمه ... والفرع من هاشم ذي النبل والسلف
وقال أبو سليمان بن زبر وأبو منصور الباوردي: سكن دمشق.
وذكر البغوي أن النبي صلى الله عليه وسلم اشتراه بالمدينة، وتوفي في خلافة معاوية.
وذكر الحافظ أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي في «تاريخ حمص»: ثوبان بن جدد، ويقال: يجدد، منزله بحمص في حمام حاتم، وصف لنا ذلك محمد بن عوف، وقال: أنا أعرف داره وخلف عقبان بها رجلا يقال له: ثوبان وهو الذي خربها ثم مات من بعد ذلك.
قال أبو القاسم: مات بحمص في إمارة عبد الله بن قرط وحبس داره على مهاجري فقراء «الهان».
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الأوسط»: ليس له عقب.
وفي «التاريخ الكبير»: زعم مصعب أن الأسد هجم عليه فقال: أنا ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فولى الأسد مستشعرا بذنبه.
وقال ابن أبي خيثمة: كذا قال، وإنما يروى هذا عن سفينة.
وفي «تاريخ القدس»: له بحمص دار ضيافة.
وفي قول المزي: ذكره ابن سعد في «الطبقة الثالثة» من موالي النبي صلى الله عليه وسلم - 111/ 402
نظر؛ لأن ابن سعد لم يذكر في كتابه هذه الترجمة، إنما ذكر الطبقة الثالثة طبقة الخدم وذكره فيهم.
وفي «كتاب» العسكري: كان ثوبان ممن انصرف مع الأخنس بن شريق يوم بدر، وولده هم مع الأخنس يدعون ولاءهم ويزعم ولده أنهم من العرب، روى عنه عبد الرحمن بن أبي الجعد، وكان لعبد الرحمن بن ثوبان انقطاع إلى عمر بن الخطاب، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان من فقهاء أهل المدينة، وكان زمن ابن الزبير هو وابنه إبراهيم بن محمد مرتضى للإمام وتوضع أموالهم على يده.
مات ثوبان بمصر، وقد أدخل بعضهم عبد الرحمن بن ثوبان في المسند، وليس يصح سماعه.
وفي كتاب «الصحابة» للبرقي عن عاصم قال: قال أبو العالية رفيع: لثوبان نسب في اليمن لم ينته إلي علمه.
وفي كتاب «الكنى» لأبي أحمد الحاكم: توفي بمصر. وكذا قاله ابن قانع ولم يذكر غيره، وقال أيضا الواقدي في «تاريخه».
فقول المزي: وذكر عامتهم يعني المؤرخين أن وفاته كانت بحمص إلا خليفة فإنه قال: بمصر - مردود بما ذكرناه.
وقوله أيضا: وقيل: إنه توفي سنة أربع وأربعين، وهو وهم، فقول لم أره عند أحد من المؤرخين. وكأنه والله أعلم أراد توهيم صاحب الكمال في قوله توفي سنة خمس وأربعين [ق 46 / ب]، فسبق قلمه إلى ما هو معروف قبل من أربع وخمسين فكتب أربعا، أو يكون قد وقعت له نسخة من «الكمال» على العادة غير مهذبة فكتب ما فيها.
والذي عنده أعين صاحب «الكمال» مقدما سنة خمس وأربعين، وكذا نقله عنه أبو إسحاق الصريفيني وغيره من العلماء، وهو الصواب عنه، وإن كنت