بخراسان، فجعل الحجاج يقرأ كتبه فتعجبه، فقال: ما هذا؟ فأخبر بخبر يحيى، فكتب فيه، فتقدم، فرآه فصيحا، فقال: أين ولدت؟ قال بالأهوار: قال: فما هذه الفصاحة؟ قال: كان أبي نشأ بتوج فأخذت ذلك عنه، فقال: أخبرني عن عنبسة بن سعيد أيلحن؟ قال: كثيرا، قال: فأبو الحسن؟ قال: خفيا، يجعل موضع إن أن، ونحو ذلك. قال: لا تساكني ببلد، اخرج.

وقال أبو سعيد السيرافي في كتابه «أخبار النحويين»: عداده في بني ليث، وكان مأمونا عالما، ويقال: إن أبا الأسود لما وضع باب الفاعل والمفعول، زاد في الكتاب رجل من بني ليث أبوابا، ثم نظر، فإذا في كلام العرب ما لا يدخل فيه فأقصر عنه.

قال السيرافي: فيمكن أن يكون الرجل الذي من بني ليث هو يحيى بن يعمر؛ إذ كان عداده في بني ليث، ويقال: إن يزيد بن المهلب كتب إلى الحجاج: أنا أصبنا العدو، فاضطررناهم إلى عرعرة الجبل، ونحن نحضضه، فقال الحجاج: ما لابن المهلب وهذا الكلام؟! قيل له: إن ابن يعمر هناك قال: فذاك إذا.

وقال الكلبي والمرزباني: كان قاضي خراسان قديما، وهو القائل:

أبى الأقوام إلا بغض قيس ... وقدما أبغض الناس المهيبا

وقال أبو عبد الله الحاكم في «تاريخ نيسابور»: يحيى بن يعمر فقيه، أديب، نحوي، مبرز، تابعي، كثير الرواية عن التابعين، وأخذ النحو عن أبي الأسود الديلي، نفاه الحجاج، فقبله قتيبة بن مسلم وولاه خراسان، وقد قضى في أكثر [ق259/ب] بلادها بنيسابور، ومرو، وهراة، وآثاره ظاهرة، وكان إذا انتقل من مدينة إلى مدينة استخلف على القضاء بها.

وعن عبد الملك بن عمير أن الحجاج لما بنى خضراء واسط، سأل الناس عنها، وما عيبها، فقالوا: ما نعرف بها عيبا، وسندلك على رجل يعرف عيبها: يحيى بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015