وعن محمد بن عصيم عن أبيه قال: وكان شديد على الجهمية والمرجئة جدا، وكان يضع حيث يشاء.

سمعت محمد بن عصيم: سمعت أبي يحكيه عن أبي، قال: حج الهياج معنا، فلما أن قدمنا بغداد حدث، فاجتمع عليه من الخلائق ما لا يحصون، فلما أراد الخروج مع الناس، قال أصحاب الحديث: فني ما في جراب الخراساني فهو ذا يهرب، فلما بلغه هذا فاسخ الكراء، وأقام فيهم شهرا يحدثهم.

أخبرني جمعة بن حامد قال: سمعت محمد بن علي، قال: سمعت أبا إسحاق الطالقاني يقول: أخبرني الهياج بن بسطام قال: استعنت بخزيمة بن خازم على الأعمش، فركب خزيمة بسلامة صدر في الطبول والأعلام إلى الأعمش، فقال: هذا ابن عمي، أحب أن تحدثه ويقرأ عليك القرآن، فغدوت على الأعمش، فقال: تستعين بذاك الطاغي؟ فركب في الطبول والأعلام، فتفزع النساء والصبيان، والله لا أحدثك بحديث أبدا، ولا أحدث قوما أنت فيهم وأنا أعلم، ولا أدعك تقرأ علي حرفا من كتاب الله تعالى.

سمعت محمد بن عبد الرحمن يقول: بلغني أن الهياج كان أكولا، فكان يوما على مائدة خزيمة بن خازم، فكان إذا أكل واستوفى يلف على المائدة، قال: ففطن له خزيمة، فقال: أراك مؤنسا موحشا.

سمعت الفضل بن عبد الله يقول: سمعت مالك بن سليمان يقول: كان الهياج أعلم الناس، وأحلم الناس، وأفقه الناس، وأسخى الناس، وأشجع الناس، وأكمل الناس، وأرحم الناس، وأشد الناس في دين الله تعالى.

سمعت يوسف بن إدريس يحكي عن أحمد بن جرير يقول: سمعت ابن المكي بن إبراهيم يقول: قال المكي بن إبراهيم: ما علمنا الهياج إلا ثقة [ق203/أ] صادقا عالما، فكانت فتيا بغداد عليه ما كان بها، ومحدثهم لم يجتمع ببغداد على أحد ما اجتمع عليه، وكان أكبرهم وأفصحهم لسانا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015