وذكر أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الحداد في " تاريخ هراة " تأليفه محمد بن واسع يقال: إنه هروي الأصل.
حدثنا محمد بن عثمان بن سعيد، ثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى، ثنا زياد بن الربيع قال: رأيت محمد بن واسع بهراة يماكس بقالًا. فقيل له: تماكس بقالًا. فقال: ترك المكاس غبن، ومن رضي بالغبن فقد ضيع ماله.
سمعت موسى بن هارون يقول: محمد بن واسع كان ناسكًا تقيا ورعًا عابدًا رفيعًا جليلًا ثقة عالمًا جمع الخير.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " قال: كان من العباد المتقشفة والزهاد المتجردين للعبادة، وكان قد خرج إلى خراسان غازيًا، وكان في فتح ما وراء النهر مع قتيبة بن مسلم، مات سنة ثلاث وعشرين ومائة. وقيل: سنة سبع. وقيل: سنة عشرين. وقد خرج الخلق في جنازته.
وقال ابن قتيبة: كان مع قتيبة بخراسان في جنده، وكان لا يقدم عليه أحد في زهده وعبادته.
ونسبه السمعاني: شمسيا.
وفي " تاريخ المنتجالي ": آذى ابن لابن واسع رجلًا؛ فقال له: أتؤذيه وأنا أبوك؟ إنما اشتريت أمك بمائة درهم، وقال له بلال بن أبي بردة يومًا: ما تقول في القضاء والقدر؟ فقال: أيها الأمير إن الله عز وجل لا يسأل عباده يوم القيامة عن قضائه وقدره إنما يسألهم عن أعمالهم. وقال المعتمر: سمعت أبي يقول: ما رأيت أحدًا أتمنى أن أكون في مسلاخه إلا ابن واسع.
وقال جعفر بن سليمان: كنت إذا وجدت قسوة في قلبي أتيت ابن واسع فنظرت في [ق 39/ب] وجهه، وكنت إذا رأيته حسبت وجهه وجه ثكلى، وكان مع يزيد بن المهلب بخراسان غازيًا واستأذنه للحج فأذن له، وقال: نأمر لك بعطائك؟ قال: تأمر للجيش كلهم؟ قال: لا. قال: لا حاجة لي به.
وفي " تاريخ " خليفة بن خياط: مات بالبصرة.