عبد الله: أحسن هذا الصوت لو كان في تلاوة القرآن. وكان صوته حسنا جدا، فسأل زاذان عن الرجل المار عليهم، فقيل: ابن مسعود، فأدركته هيبة لقوله، فكسر طنبوره، ثم أدركه ثانيا مقلعا ولازمه حتى تعلم القرآن، يأخذ خطامه، حتى صار إماما في العلم.
وفي «كتاب المنتجالي»: زاذان أبو عمر كان صاحب علي، وذكر عن محمد بن الحسين قال: قلت ليحيى بن معين: ما تقول في زاذان أبي عمر روى عن سلمان؟ قال: نعم، روى عن سلمان وغيره، وهو ثبت في سلمان. قلت: فالحديث الذي روى عن سلمان وهو أمير المدائن في «الرجل الذي كان معه فاعتل فلما أن قرب أمره سمع سلمان منه نزعا شديدا فسلم فسمع رد السلام عليه ولم ير الشخص، فقال سلمان: يا ملك الموت ارفق بصاحبنا فقال: «إني بكل مؤمن رفيق». هل صح عندك هذا الحديث يا أبا زكريا؟ فقال: رواه شبابة المدائني، وليس ينكر أن يكون مثل هذا لسلمان، وإنما نقل أهل الحديث السنن التي هي نظام الفرائض، والفضائل التي فضل بها صلى الله عليه وسلم قوما دون قوم لا يوضع الأشياء إلا في مواضعها، وأما ما كان من هذه الأحاديث التي يكون فيها الرغائب، أو اللفظة التي يكون فيها كرامة للعبد فليس هذا بمنكر.
وخرج الحافظ البستي حديثه في «صحيحه»، وكذلك أبو عوانة بلفظ: «سمعت البراء بن عازب»، فذكر حديثه الطويل في «أخبار الموت».
ولما خرجه ابن منده في كتاب «الإيمان» قال: إسناده متصل مشهور، وأبو علي الطوسي وأبو محمد بن الجارود والدارمي.