من اسمه الحارث
قال أبو إسحاق الصريفيني: يكنى أبا الأسود، وقيل: أبو الأسد، وكناه مسلمة في كتاب «الصلة» تأليفه أبا الأسود، وقال: كان يخضب بالحناء، أنبأ عنه علان.
ذكر الحافظ أبو بكر في «تاريخ بغداد» عن إسماعيل بن إسحاق السراج قال: قال لي أحمد بن حنبل يوما: بلغني أن المحاسبي يكثر الكون عندك فلو أحضرته منزلك وأجلستني من حيث لا يراني فأسمع كلامه.
فقلت: [ق 108/أ] السمع والطاعة، وسرني هذا الابتداء من أبي عبد الله، فقصدت الحارث وسألته الحضور وأصحابه، فلما حضروا عند المغرب، وصعد أحمد غرفة فاجتهد في ورده إلى أن فرغ وصلى الحارث وأصحابه العتمة، وقعدوا بين يديه وهم سكوت لا ينطق واحد منهم إلى قريب من نصف الليل، فابتدأ واحد منهم وسأل الحارث عن مسألة، فأخذ في الكلام وأصحابه يستمعون، وكأن على رؤوسهم الطير، فمنهم من يبكي ومنهم يخر ومنهم من يرعد وهو في كلامه، فصعدت الغرفة لأتعرف حال أبي عبد الله فوجدته يبكي حتى غمي عليه، فانصرفت إليهم ولم تزل تلك حالهم حتى أصبحوا فقاموا وتفرقوا، فصعدت إلى أبي عبد الله وهو متغير الحال، فقلت: كيف رأيت هؤلاء، يا أبا عبد الله؟ فقال: ما أعلم أني رأيت مثل هؤلاء القوم، ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل، وعلى ما وصفت من