وأما قوله: مختلف في صحبته، ففيه - أيضا - نظر؛ لأني لم أر أحدا ممن له كتاب في الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - تخلف عن ذكره من غير أن يحكي خلافا في صحبته.
فممن نص عليه: أبو سليمان بن زبر، والطبري، والبغويان، وأبو عيسى البوغي، وابن قانع، والعسكري، وابن منده، والطبراني، وخليفة، والبرقي، وأبو حاتم البستي، وابن أبي خيثمة في «أخبار الكوفة». وتبعهم على ذلك جماعة من المتأخرين، والله تعالى أعلم.
وزعم أبو الفتح الأزدي في كتاب «الصحابة» أنه لا يروي عنه إلا العباس بن عبد الرحمن. انتهى كلامه، وفيه نظر لما أسلفناه.
ذكر المزي جميع ما ذكره «من كتاب» ابن عساكر، يقصه لم يزد عليه حرفا واحدا، وأغفل منه ما ذكره البخاري: جون بن قتادة عن سلمة بن المحبق يعد في البصريين، تميمي سمع منه الحسن، لا يعرف إلا بهذا.
وقال أبو القاسم البغوي: لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا.
وقال في موضع آخر: ليست له صحبة.
وذكره أبو حاتم البستي في «جملة ثقات التابعين»، وخرج حديثه في «صحيحه». وكذلك الحاكم أبو عبد الله.
وقال ابن ماكولا: روى عنه الحسن وقرة وغيرهما.