حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ: لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ، مَرَّةً، مَاءٌ وَيُحْصَرُ نَبِىُّ الله عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَكُونَ رأسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةٍ دِينَارٍ لأَحَدكُمُ الْيَوْمَ. فَيَرْغَبُ نَبِىُّ الله عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ الله عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِى رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

فى أول الكتاب (?): " يقطر رأسه ماء كأنما خرج من ديماس ". وقوله: " جمان كاللؤلؤ ": الجمان: حبوب فضة صبغت على مثال اللؤلؤ. قال ابن دريد: وقد تسمى اللؤلؤ جماناً، فسمى هاهنا ما يقطر من الماء جماناً لشبهه بها، وشبهه باللؤلؤ.

وقوله: " فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهى حيث ينتهى طرفه " بكسر الحاء وبفتح فاء " نفسه ". معنى قوله: " لا يحل " قيل: لا يمكن، ومعناه عندى: واجب وحق، كما قال تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} الآية (?) [أى] (?) حق واجب. ووقع فى بعض الروايات عن ابن الحذاء: " فلا يحل لكافر يجد نفس ريحه وله وجه "، ولعله أبين. وأما من رواه: " يحل " بالضم فليس بشىء، إلا أن يكون بعده: " بكافر " فيكون له وجه.

[وقوله: " فمسح (?) عن وجوههم " معناه - والله أعلم - إما على ظاهره على طريق التنزل والتبرك، أو إشارة عن كشف ما نزل بهم من الخوف.

وقوله: " مثلكم حتى يدركه بباب لدّ (?) فيقتله " بضم اللام، قال ابن دريد: له موضع، وذكر هذا الحرف. وقال غيره: هذا جبل وفى كتب بنى إسرائيل أنه يقتله بجبل الزيتون كما قدمناه، (?). وقوله: أو " [لا يريدان] (?) لأحد بقتالهم " أى لا قدرة.

وقوله: " فحرز عبادى إلى الطور ": كذا روايتنا فيه عن عامتهم بالراء أولاً، وعند بعضهم: " فحوز "، وصوبه بعضهم ورآه (?) وجه الكلام، ومعناهما عندى متقارب، وإن جوز فالواو بمعنى: نج عبادى إلى [الطور] (?)؛ ليمتنعوا فيه من يأحوج [ومأجوج] (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015