مِّنكُمْ} (?) عَشْرَ آيَات، فَأنزَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - هَؤلاء الآياتِ بَرَاءَتِى. قَالَتْ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - وَكَانَ يُنْفِقُ عَلى مِسْطَحٍ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ: وَاللهِ، لا أُنْفِقُ عَلَيْهِ شَيْئًا أبَدًا بَعْدَ الَّذِى قَالَ لِعائشَةَ. فَأنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِى الْقُرْبَى} إلَى قَوْلِهِ: {أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُم} (?).

قَالَ حِبَّانُ بْنُ مُوسَى: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ: هَذِهِ أرْجَى آيةٍ فِى كِتَابِ اللهِ.

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللهِ، إنِّى لأحِبُّ أنْ يَغْفِرَ اللهُ لِى. فَرَجَعَ إلى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِى كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ. وَقَالَ: لا أنْزِعُها مِنْهُ أَبَدًا.

قَالَتْ عَائِشَةُ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَألَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ - زَوْجَ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أمْرِى: " مَاعَلِمْتِ؟ أوْ مَا رَأيْتِ؟ " فَقَالتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أحْمِى سَمْعِى وَبَصَرِى.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وقولها فى زينب: " وهى التى كانت تسامينى ": أى تعاندنى وتضاهينى بجمالها أيضاً ومكانتها عند النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصله من السمو وهو الارتفاع.

ورأيت بعض الشارحين فسره من سوم الخسف، وهو تجشيم الإنسان ما (?) يكرهه ويشق عليه، كأنه ذهب إلى أن معناه: تغيظنى وتؤذينى، ولا يصح هذا من جهة العربية أن يقال فى فاعل منه سامى، إنما يقال فيه: ساوم.

وقولها: " وطفقت أختها حمنة تحازب لها " [بالزاى] (?)، أى تتعصب.

وقوله: " ما كشفت عن كنف أنثى قط " بفتح النون، أى ثوبها الذى يسترها، كناية عن الجماع. الكنف الستر.

وقوله عن بريرة: " حتى أسقطوا لها به " كذا رواية الجلودى، وعن ابن ماهان: لهاتها بتاء باثنتين فوقها، وهو عندْ أكثرهم خطأ وتصحيف، وأن الصواب الأول. قيل: معناه: أى بينوا لها به، أى بالأمر، وصرحوا. وإلى هذا ذهب الوقشى وابن بطال قال: من قولهم: سقط على الخبر؛ إذا علمه، أو من قولهم: فلان يساقط الحديث أى يرويه ولها (?) لما صرحوا لها به قالت: سبحان الله. وقال أبو مروان بن سراج: معناه: أتوا بسقط من القول فى كثرة سؤالها وانتهارها، يقال: أسقط الرجل: إذا أتى بسقط من القول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015