فَسَكَتَ. فَعُدْتُ فَنَاشَدْتُهُ، فَسَكَتَ فَعُدْتُ فَنَاشَدْتُهُ. فَقَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ. فَفَاضَتْ عَيْنَاىَ، وَتَولَّيْتُ، حَتَّى تَسَوَّرْتُ الجِدَار.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وعمدته واعتمدته بمعنى واحد، ومعنى " سجرتها ": أحرقتها. قال مجاهد فى قوله تعالى: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} (?) معناه: الموقد.
قال القاضى: بقى فى الحديث من الغريب والمعانى والفقه مما يحتاج إلى تفسيرها ما لم يذكره.
قوله: " فجلا للمسلمين أمرهم ": أى كشفه، وبينه.
وقوله: " ليتأهبوا أهبة غزوتهم " بضم الهمزة أى ما يحتاجون إليه ويستعدون كذلك.
وقوله: " وأخبرهم بوجههم الذى يريد ": أى بمقصدهم، ورواه بعضهم. " بوجهتهم التى يريد " أى: بنحوهم ومقصدهم.
وقوله: " تفارط الغزو " قيل معناه: تأخر وقته وفات من أراده. أصل الفرط السبق، كأنه سبق الغزاة فلم يلحقهم غيرهم ممن تأخر عنهم.
وقوله: " طفقت أعد ": وقيل معناه: جعلت. وقيل: مثل: ما زلت، ولا يقال فيه: ما طفق، إنما يقال فى الإيجاب. ومعنى " يؤنبوننى ": أى يوبخوننى ويلوموننى.
وقوله: " رأى رجلاً مبيضاً يزول به السراب ": أى يتحرك وينهض، ويروى: " يزول فى التراب "، وكل متحرك زائل والسراب: الذى يظهر فى الهواجر فى القفار كأنه ماء.
وقوله: " كن أبا خيثمة " أى أنت، أو هو أبو خيثمة، قال الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} (?) أى أنتم [خير أمة] (?) قال ثعلب: العرب تقول: كن زيداً، أى أنت زيد، وأبو خيثمة هذا اسمه: عبد الله بن خيثمة. وقيل: مالك بن قيس، والأشبه عندى هنا أن [تكون] (?) " كن " بمعنى التحقيق والوجود، أى لتوجد تحقيقاً أبا خيثمة. وقوله: " حتى لمزه المنافقون ": أى عابوه ووقعوا فيه. قال الله تعالى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} (?).
قيل: هما بمعنى، وقيل: اللمز فى الوجه، والهمز فى الظهر. وقيل: كلاهما فى الظهر كالغيبة. وقيل: اللمز بغير التصريح والإشارة كالشفتين والرأس ونحوه.
وقوله: " قد أظل قادماً " بظاء معجمة، أى أشرف ودنا وغشى. وأصله من الظل،