. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عليه فى الكتاب، ويجعلانه يعمل بعمل أهل الشقاوة (?)، وكل ذلك مما سبق عليه فى الكتاب كما قال (?) فى الرواية الأخرى: " حتى تكونوا أنتم تجدعونها ". والفطرة أول الخلقة وابتداؤها، ويعضد هذا التأويل - أيضاً - قوله فى الحديث الآخر: " حتى يعبر عنه لسانه ". وقيل: معنى " أبواه يهودانه أو ينصرانه ": أى يحكمان له بحكمهما من ذلك، كما قال - عليه السلام -: " هم من آبائهم ". وقيل: " على الفطرة " على فطرة أبيه، أى على دينه، أى له [بالحكم] (?) حكمه.
واحتجاجه آخر الحديث بقوله: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} (?) يدل على أن مذهب أبى هريرة فى الحديث والذى فهم منه أن الفطرة هنا ما سبق له فى القدر من شقاء أو سعادة.
وقوله فى الرواية الأخرى: " ما من مولود إلا يلد " (?) كذا رواية السمرقندى فيه مثل ضرب، ولغيره: " يولد " وقد ذكر الهجرى فى نوادره [يقال] (?): ولد ويلد بمعنى، ويكون على إبدال الواو ياء لانضمامها.
وقوله: " كما ينتجون الإبل " يقال: نتجت الناقة: إذا توليت نتاجها والناتج لها كالقابلة للمرأة ونتجت هى فهى منتوجة، ولا يقال: أنتجت الناقة. وحكى الأخفش أنتجت ونتجت معاً.
وقوله: " كل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان فى حضنيه إلا مريم وابنها ": تقدم الكلام فيه (?). والحضن: الجنب. وقيل: الخاصرة، ورواه ابن ماهان: " خصييه " أى أنثييه، وأراه وهماً بدليل قوله: " إلا مريم وابنها ".
وقوله فى غلام الخضر: " طبع كافراً ": تكلمنا قبل فى حديث الخضر على الطبع (?).
وقوله: " لو عاش لأرهق أبويه طغياناً وكفراً " (?): أى حملهم عليه. قال الهروى: لألحق ذلك لهما.
ذكر مسلم الأحاديث كلها فى أطفال المسلمين والمشركين، وقد تقدم من الكلام عليها مجملاً ما يكفى، وكل هذا راجع إلى ما قدره الله تعالى فى سابق علمه وأزلى مشيئته، وأنّ ظاهر أولاد المشركين موكول إلى علمه.
وقوله: " الله أعلم بما كانوا عاملين " دليل على علم الله لما لا يكون أن لو كان كيف