. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ولم يمدحه بقول، ولا روى ذلك فى حديث فيكون خلاف قوله فيه لعائشة، فلا يعترض على هذا بالمداهنة ولا بحديث ذى الوجهين، والنبى - عليه الصلاة والسلام - منزه عن هذا كله، وحديثه أصل فى المداراة وغيبة أهل الفسوق والكفار وأهل البدع والمجاهرة.
ومعنى قوله: " ابن العشيرة وأخو العشيرة ": أى القبيلة والجماعة، والعرب [تستعمل] (?) مثل هذا القول: نعم ابن العشيرة وأخو العشيرة، يريدون قومه. وعشيرة الرجل: جماعته وقومه. وقد مضى تفسيره قبل.
وقوله - عليه السلام -: " إن من شر الناس منزلة عند الله، من ودعه الناس أو - تركه - اتقاء فحشه "، قال الإمام: قال شمر: زعمت النحوية أن العرب أماتوا مصدر يدع وماضيه، والنبى - عليه الصلاة والسلام - أفصح العرب، وقال: " لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعة " (?) أى تركهم.
قال القاضى: مذهب النحوية فى قولهم: " أماتوه " لم يكثروا استعماله، واستعملوا أمثال من ترك ورفض والرفض والنزل. وقولهم: " أماتوه " يدل عليه، فإن تكلم به متكلم منهم فليس لكثرة كلامهم بعده، ألا ترى أن هذين اللفظين من المصدر والفعل لا يكاد يوجد عن النبى - عليه الصلاة والسلام - فى غير هذين الحديثين، مع شك الراوى فى لفظ النبى كيف كان على ما فى الحديث، ولم يقل النحوية: إنه خطأ؛ إذ لا يجوز قوله فيكن منهم الاعتراض. قوله: " اتقاء فحشة ": أى قبيح كلامه؛ لأنه كان من جفاة الأعراب وحمقائها وسادتها، وكان يسمى الأحمق المطاع.