قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلا يُتَّمَنُونَ، وَيِنْذِرُونَ وَلا يُوفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ ".
(...) حدّثنى مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ. ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِىُّ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ. ح وَحَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، كُلُّهُمْ عَنْ شُعْبَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَفِى حَدِيثِهِمْ: قَالَ: لا أَدْرِى أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً؟ وَفِى حَديِثِ شَبَابَةَ قَالَ: سَمِعْتُ زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ، وَجَاءَنِى فِى جَاجَةٍ عَلَى فَرَسٍ فَحَدَّثَنِى أَنَّهُ سَمِعَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ. وَفِى حَدِيثِ يَحْيَى وَشَبَابَةَ: " يَنْذُرُونَ وَلا يَفُونَ ". وَفِى حَدِيثِ بهز: " يُوفُونَ " كَمَا قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ.
215 - (...) وحدّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأُمَوِىُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنّى وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبِى، كِلاهُمَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَهَذَا الْحَدِيثِ: " خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْتُ فيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ". زَادَ فِى حَدِيثِ أَبِى عَوَانَةَ قَالَ: وَاللهُ أَعْلَمُ، أَذَكَرَ الثَّالِثَ أَمْ لا؟ بِمِثْلِ حَدِيثِ زَهْدَمٍ عَنْ عِمْرَانَ. وَزَادَ فِى حَدِيثِ هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ: " وَيَحْلِفُونَ وَلا يُسْتَحْلَفُونَ ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: " وينذرون ولا يوفون ": دليل على وجوب الوفاء بالنذر ولزومه، وذم من لم يفعل ذلك. وقوله فى الرواية الأخرى: " يفون " صحيحان، يقال: وَفَّى وأوفى - وفى هذا الحديث كله دليل وعلم على نبوته - عليه الصلاة والسلام - لوجود ما قاله عياناً.
وقوله فى سند هذا من طريق ابن أبى شيبة وابن مثنى وابن يسار: حدثنا شعبة، قال: سمعت أبا جمرة قال: حدثنا زهدم بن مضرب (?)، كذا ضبطناه بالجيم والراء، وجاء فى بعض النسخ عن ابن الحذاء بالحاء المهملة، وهو وهم، والصواب الأول. وهو أبو جمرة نصر بن عمران الضبعى.