جُوَيْريَةَ، عَنْ نَافِع؛ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثهُ؛ أَنْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرَانِى فِى الْمَنَامِ أَتسَوَّكُ بِسِوَاك، فَجَذَبَنِى رَجُلانِ، أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الآخَر، فَنَاوَلْتُ السّوَاكَ الأَصْغَرَ مِنْهُمَا، فَقِيل لِى: كَبِّرْ، فَدَفَعْتُهُ إِلَى الأَكْبَرِ ".
20 - (2272) حدَّثنا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ بَرَّادٍ الأَشْعَرِىُّ، وَأَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ وَتَقَارَبَا فِى اللَّفْظِ - قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَّيْدٍ، عَنْ أَبِى بُرْدَةَ، جَدِّهِ، عَنْ أَبِى مُوسَى، عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ فِى الْمَنَامِ أَنِّى أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهْلِى إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ، فَإِذَا هِىَ المَدِينَةِ يَثْرِبُ. وَرَأَيْتُ فِى رُؤْيَاىَ هَذِهِ أَنَّى هَزَزْتُ سَيْفاً، فاَنْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ. ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذا هُوَ مَا جَاءَ اللهُ بِهِ مِنَ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤمِنِينَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: " إنى أرانى أتسوك بسواك، فجاءنى رجلان، فناولت السواك الأصغر، فقيل لى: كبر، فدفعته إلى الأكبر ": فيه تقديم الأكبر، ورؤيا النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حق، وهذا معلوم من سنته وأمره فى غير هذا الحديث. وقد تقدم.
وقوله: " رأيت فى المنام أنى أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلى إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هى المدينة يثرب ": الوهل، بفتح الهاء: الوهم، وهو المراد به هاهنا. وقد يكون بمعنى الغلط والنسيان، فيه: خروج الرؤيا على وجهها [لمهاجرة النبي] (?) إلى أرض بها نخل، فلم يحتج هذا الفصل عبارة.
وتسميته المدينة يثرب وقد جاء تركه - عليه السلام - ذلك وسماها طابة، تفاؤلاً بالطيب، إما لتطيب [سكانها] (?) للمسلمين، أو لتطيب معيشتها وحالها، أو لتطييب الدين فيها، أو لتطيب فى نفسها من جند الكفرة والمنافقين، وتنفيهم كما ينفى [الكير] (?) خبث الحديد.
وكره اسمها يثرب؛ لما فيه من التراب، فلا يجوز تسمية إحدها بذلك، وكانت الجاهلية تسميها بذلك باسم موضع منها كان اسمه يثرب.
ولعل قوله هذا - عليه السلام - كان قبل نهيه: أى التى يسمونها قبل يثرب، ألا تراه كيف قال قبل: " فإذا هى المدينة " ثم زاد: " يثرب " للبيان.
وقوله: " رأيت كأنى هززت سيفاً فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته أخرى فعاد " الحديث: كذا روايتنا فيه من طريق العذرى وابن ماهان، ووقع فى رواية غيرهما فى الموضعين: " هزَّته " بتشديد الزاى وتخفيف التاء، وهى لغة بكر بن وائل. هذا الفصل من الرؤيا بخلاف الأول، هو على ضرب المثال وغرضه التأويل.
تأولها بذلك - عليه السلام - لأن سيف الرجل أنصاره وأولياؤه الذين يصول بهم كما