2 - (2256) حدَّثنى أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَعَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِىُّ، جَمِيعًا عَنْ شَرِيكٍ. قَالَ ابْنُ حُجْرٍ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِى سَلَمَةَ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَشْعَرُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَتْ بِهَا الْعَرَبُ كَلِمَةُ لَبِيدِ: " أَلا كُلُّ شَىْءٍ مَا خَلا اللهَ بَاطِلٌ ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وفيه أن الشعر لنفسه ليس بمنكر، وإنما المنكر منه المذموم الإكثار منه، أو ما يتضمنه من الهجاء للمسلمين، وقذف المحصنات، والتشبيب بالحرم، وذكر أوصاف الحريم وأنواع الباطل مما يهيج طباع البشر المرتكبين لذلك وتجرئهم على المعاصى.
وقد جاء من ذلك أشياء فى أشعار حسان وكعب وغيرهما مما مدح به النبى - عليه السلام - فى وصف الخمر والتشبب بغير معين جرياً على عادة العرب فيستخف منه القليل، ولم ير أصحابنا بمثل هذا رد شهادة الشاهد، ولا جعلوه جرحة فيه (?).
قال الإمام: خرج مسلم فى هذا الباب: حدثنا زُهير بن حرب وأحمد بن عبدة، جميعًا عن ابن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد أو يعقوب بن عاصم ابن الشريد، عن الشريد قال: أردفنى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلفه. هكذا إسناد هذا الحديث، ووقع عند أبى العلاء: عن الشريد، عن أبيه، وهذا وهم. والشريد هو الراوى عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا أبوه، وهو الشريد بن سويد الثقفى.
قال القاضى: الأسانيد الأخر عن عمرو بن الشريد عن أبيه تصحح الوهم فى هذا السند من رواية ابن ماهان، وكان فى كتاب ابن أبى جعفر فيه تخليط آخر زائد قال فيه يعقوب بن عاصم: يعنى عن ابن الشريد، قال: أردفنى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كذا كان عنده، وفيه الوهم من وجوه:
منها: قوله: ابن عصام (?)، وإنما هو ابن عاصم كما تقدم.
ومنها: قوله: يعنى عن ابن الشريد، وإنما صوابه: يعنى ابن السويد (?)، وهو يعقوب بن عاصم بن الشريد، وإنما يروى الحديث عن أبيه الشريد.
ومنها: أنه ليس عنده عن أبيه وأراه إنما كان إصلاحًا من بعض الشيوخ لرواية ابن ماهان، فأصبح عن الشريد، ورد ابن لتصبح له زيادة عن أبيه، فلم يتيقن فى كتاب شيخنا فزاد تخليطاً.