. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أبى هريرة: " ولا يقل العبد لسيده: مولاى " زاد أبو معاوية: " فإن مولاكم الله "، ولم يذكر جرير عن الأعمش [هذه اللفظة فى الكتاب، وإنما نهى عن قوله: " ربى " وذكر فيه من حديث معمر عن همام عن أبى هريرة مثله، وبينه وزاد خلاف رواية وكيع وصاحبه، وقال: " فليقل سيدى ومولاى "، وهذا - والله أعلم - أصح للاختلاف فيه عن الأعمش] (?) كما تقدم، وكما نهى العبد عن قول هذا، كذا نهى السيد فى الحديث أن يقول: عبدى وأمتى، وبين العلة فى ذلك بقوله: " كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله ". فنهى عن التطاول، فى اللفظ كما نهى عنه فى الفعل وأمر بالتواضع، إذ هو عبد مثله حقيقة فليجتنب هذه اللفظة تواضعاً واعترافاً بملك الجميع لله، فإن حقيقة ملك الحر والعبد لله، وإنما ملك بنو آدم من بنى آدم بحكم علة الكفر المسلطة على المالك منافعهم وحركاتهم وتصرفاتهم لا أشخاصهم؛ ولهذا قال أصحابنا: إذا قال الرجل لعبده: وهبتك خدمتك أو خراجك أو عملك فهى حرية له.
قوله: " وأمره - عليه السلام - بأن يقول: غلامى وفتاى وجاريتى وفتاتى " إذ هذه ألفاظ تنطلق على الحر والعبد، وليس فيها من معنى الملك ما فى عبدى، وإنما هى بمعنى الاختصاص، قال الله تعالى: {تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِه} (?) أى عبدها، {وَقَالَ لفِتْيَتِهِ} وقرئ {لِفِتْيَانِهِ} {اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ} (?) {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاه} (?) ولم يكن هَذا عبداً هو يوشع بن نون صاحبه. وأصل الفتوة الشباب، وهو الفتاء، بالد. والرجل الشاب فتى، بالقصد، وفتى أيضاً، وهى بعد الغلومية. وأصل الغلومية فى بنى آدم فى الصغر، ينطلق عليه اسم غلام، من حين يولد إلى أن يبلغ، فينقطع عنه اسمها.