فَدَعَا بِهِ، فَجَعَلَ يَأكُلُ بِهِ وَيَقُولُ: " نِعْمَ الأُدُمُ الْخَلُّ، نِعْمَ الأُدُمُ الْخَلُّ ".
167 - (...) حدّثنى يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِىُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِى ابْنَ عُلَيَّةَ - عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِى طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِى، ذَاتَ يَوْمٍ، إِلَى مَنْزِلِهِ، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ فِلَقًا مِنْ خُبْزٍ، فَقَالَ: " مَا مِنْ أُدُمٍ؟ " فَقَالُوا: لا، إِلا شَىْءٌ مِنْ خَلٍّ. قَالَ: " فَإِنَّ الْخَلَّ نِعْمَ الأُدُمُ ".
قَالَ جَابِرُ: فَمَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ نَبِىِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ طَلْحَةُ: مَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ جَابِرٍ.
168 - (...) حدَّثنا نَضْرُ بْنُ عَلِىٍّ الْجَهْضَمِىُّ، حَدَّثَنِى أَبِى، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ. بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ. إِلَى قَوْلِهِ: " فَنِعْمَ الأُدُمُ الْخَلُّ " وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدهُ.
169 - (...) وحدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ ابْنُ أَبِى زَيْنَبَ، حَدَّثَنِى أَبُو سُفْيَانَ، طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ. قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِى دَارِى. فَمَرَّ بِى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَشَارَ إِلَىَّ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ بِيَدِى. فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَى بَعْضَ حُجَرِ نِسَائِهِ، فَدَخَلَ، ثُمَّ أَذِنَ لِى، فَدَخَلْتُ الْحِجَابَ عَلَيْهَا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يوسف فى الخبز، والبيض، واللحم المشوى، وشبه ذلك مما لا يصطنع به، ليس بإدام، ولا يحنث به. وحجتنا وحجة الجمهور قوله - عليه السلام: " وقد أخذتموه " وكسره هذه إدام هذه، وقوله: " فما إدامهم؟ قال: زيادة كبد النون "؛ لأن المعنى فى الائتدام الجمع بين الخبز وما يطيبه عند الأكل ويسيغه، فما كان لهذه السبل معهود وهو إدام. قال الخطابى: وقصده فى الحديث التى على الاقتصاد فى الأكل ولا يتألق فى المأكل، كأنه يقول: ائتدموا فى الخل وما تيسر (*).
وقول جابر: " فما زلت أحب الخل منذ سمعت من النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مثل قول أنس فى الدباء، وقد تقدم الكلام فيه.
وإدخال النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جابر بعض حجر نسائه بعد إذنه له، وقوله: " دخلت الحجاب عليها "، ليس فيه أنه رآها، فقد يحتمل أن يكون قبل نزول الحجاب، وقد يحتمل أنه بعد دخل الحجاب بعد استتارها فى جهة منه واحتجابها بشىء دونه.
_______
(*) قال معد الكتاب للشاملة: لعل صواب العبارة: "وقصده في الحديث [الحث] على الاقتصاد في الأكل، ولا يتأنق في المأكل ... "
والله أعلم.
وقد وجدنا النقل عن الخطابي بنحوه في معالم السنن (4/ 254)، كالتالي: "معنى هذا الكلام الاقتصاد في المأكل ومنع النفس عن ملاذ الأطعمة، كأنه يقول: ائتدموا بالخل وما كان في معناه مما تخف مؤنته ولا يعز وجوده، ولا تتأنقوا في المطعم؛ فإن تناول الشهوات مفسدة للدِّين مسقمة للبدن"، وانظر شرح النووي على مسلم (14/ 7).