يَسْتَنُونَ بِغَيْرِ سُنَّتِى، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِى، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنكِرُ ". فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
حالهم، واستقامة طريقتهم، ثم جاء من البلاء والفتنة وتغير [الحال] (?) ما كانوا عليه قبل، والاختلاف من زمن عثمان - رضى الله عنه - إلى وقتنا هذا.
وقوله: " فيجىء فتنة فيرقق بعضها بعضاً ": كذا رويناه عن كافتهم بالراء المفتوحة والقاف أولاً، ومعناه: يسبب بعضها بعضاً ويشير إليه، كما قيل: عن [صيوح] (?) نرقق، وقد يكون يرقق هنا أى: يدور بعضها فى بعض، ويذهب ويجىء به، كما قيل: شراب رقراق. ورويناه عن الخشنى [عن الطبرى] (?) عن الفارسى: " فيدفق " بالدال الساكنة والفاء بمعناه، أى يسوق بعضها بعضاً، ويدفع شرها غرة. ومنه: الماء الدافق.
وقوله: " وليؤت إلى الناس الذى يحب أن يؤتى إليه ": من جوامع كلمه، واختصار حِكَمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا معيار صحيح فيما يعتبره الإنسان من أفعاله، وتمييزه قبيحها من حسنها.
وقوله: " فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه ": تقدم الكلام فى معنى الصفقة. وقوله: " ثمرة قلبه ": إشارة إلى صدق بيعته وسلامة نيته فى ذلك.
وقوله: " هذا ابن عمك معاوية، يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا ": الحديث هذا - والله أعلم - فيما أورده حين سمعه يذكر الحديث فى منازعة الخلافة وقتل المنازع، فاعتقد ذلك لمنازعته علياً، وقد تقدمت بيعته، ورأى أن النفقة فى حربه ومنازعته والقتال فيه؛ من أكل المال بالباطل، وقتل النفس.
وقول ابن العاصى: " أطعه فى طاعة الله واعصه فى معصية الله ": يدل أن هذا لازم فى الملوك الثوار (?) الذين لم يقدمهم خليفة، ولا تقدموا بإجماع ولا عهد. وأحاديث مسلم التى أدخل فى الباب كلها حجة فى منع الخروج على الأمراء الجورة ولزوم طاعتهم. وقوله عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة الصائدى (?). كذا هو بالصاد والدال المهملة