قَالَ: فَضَربَ رَأسَ مَرْحَبٍ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ كَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، بِهَذَا الْحَدِيثِ بِطُولِهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: " وجاء عمى برجل من العبلات فى سبعين من المشركين " هو بطن من بنى عبد شمس، وهم أمية الأصغر وأخواه نوفل وعبد شمس بن عبد مناف من قريش، نسبوا إلى أم لهم من تميم اسمها عبلة بنت عبيد بن البراجم.
وقوله: " على فرس مجفف ": أى عليه تخفاف بكسر التاء، هو شبه الجُل.
وقوله: " دعهم يكن لهم بدء الفجور وثناه " بكسر الثاء ومقصور، أى عودة ثانية، وفى رواية ابن ماهان: " وثنياه " بضم الثاء، وهو بمعنى الأول.
وعفو النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنهم ونزلهم لمجيئهم بهم - والله أعلم - لأنه بعد تمام الصلح، وكان هذا الخبر فى الحديبية التى كان فيها الصلح على ما تقدم فى الحديث. وإنما فعل هذا سلمة وعمر لما ذكر من قتل المقتول من المسلمين أسفل الوادى، فرأى المسلمون أن الصلح منتقض ولم ينقضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإما أن يكون لم يحقق أن المشركين قتلوه بعد الصلح، أولم يرتضى الصلح بذلك لجهل قاتله فأمضى الصلح.
وقوله: " فنزلنا منزلاً بيننا وبين بنى لحيان جبل وهم المشركون ": هكذا ضبطناه بفتح الهاء وتشديد الميم على بعض شيوخنا، ومعناه: هم النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمين أمرهم لئلا يغدروهم ويبيتوهم لقربهم منهم، يقال: همنى الأمر وأهمنى، وقيل: همنى أذابنى، وأهمنى: غمنى.
واستغفار النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمن يكون طليعه فى الجبل يدل عليه. وضبطه بعضهم: " وهم المشركون " على الخبر عنهم.
" وبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بظهره ": أى بإبله التى تحمل أثقاله. والسّرح: الإبل والمواشى الراعية وهى السارحة أيضًا، سميت بسرحها للرعى، وهو إرسالها له بالغداوات. والأكمة: ما ارتفع من الأرض دون الجبل.
وقوله: " فأصكه بسهم فى نُغض كتفه ": كذا روايتنا عن شيوخنا، وفى بعض النسخ: " إلى كعبه "، والمعنى بالرواية الأولى أشبه، لأنه يمكن أن يصيب بها أعلى آخرة الرجل، فيصيب حينئذ إذا نفذته (?) كتفه. ومعنى " أصك ": أضرب.