بنت أبى حبيش بن عبد المطلب ... حيث نقل قول الإمام المازرى: " هكذا فى أكثر النسخ، قال بعضهم: عبد المطلب هاهنا وهم، وصوابه: ابن المطلب بن أسد بن عبد العزى ".
قال القاضى بعدها: " هذا هو الصواب كما قال، واسم جدها المطلب مشهور، ولم يختلف فيه أهل الخبر ". ومثل ما جاء فى قوله (?) عقب قول الإمام: " انقطع عقدها ". قال: " وليس ذلك فى الحديث ".
ب- أعانه تمكنه من ناصية اللغة من تصويب ما ذهب إليه بعض أئمة اللغة فى بيان عبارة، أو تفسير لفظٍ لرواية، وذلك فى مثل ما جاء من استدراكه على كلام الهروى فى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تربت يداك ": إن هذا ليس بدعاء عليه، وأنَّ هذا ترغيب فى استعمال الوصاة به، مستدلاً على ذلك بأن العرب تقول: لا أم لك ولا أب لك، يريدون: لله درُّك، وبقول الشاعر:
هوت أُمّهُ ما يتعث الصبح غادياً ... وماذا يؤدى الصبح حين يؤوب
فظاهر ذلك: أهلكه الله، وباطنه لله دره (?).
قال القاضى بعد أن عرض لقول أئمة أهل اللغة والصنعة فى العبارة:
" وليس المراد فى شىء منها أصل استعمالها، وأما البيت الذى استشهد به الهروى فهو من هذا الباب، لكن قوله: ظاهره: أهلكه الله، وباطنه: لله دره، ففيه تساهلٌ، والصواب: ظاهره هلكت أمه، وإنما أهلكه الله، تفسير: ثكلته أمه " (¬3).
جـ- كذلك تهذيب الكثير من النقول، ومثال ذلك: فيما نقله من قول الأئمة فى لفظة " جنابذ ": إنها القباب، وعقب عليه بأنها شبه القباب (?).
د- ردّ الروايات المخالفة إلى أصولها، وبيان أسانيدها، ففى حديث: " وينبتون نبات الشىء " التى قال فيها النووى: إنها وردت فى عبد الحق " نبات الدمن " يقول عياض: " وعند ابن سعيد السجزى - وهو أحد رواة الصحيح لمسلم -: نبات الدمن " (?).
وبهذا نقطع بأن هذه النسخة لم تصل للنووى؛ إذ لو وصلته لاستغنى بها عن غير الصحيح.
هـ- التدقيق فى المراجع وسعة استيعابه لها، مما ساعده على تصويب نقل الإمام صاحب المعلم عنها، ففى تفسير قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا جلس بين شعبها الأربع " قال الإمام: قال الهروى: قيل: هى اليدان والرجلان، وقيل: بين رجليها وفخذيها. ثم