. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عبادة الله. والثانية: ألا يشرك معه غيره، بدليل أن قوله: " ولا تفرقوا " لم يأت فى بعض الروايات.
ومعنى " قيل وقال ": الخوض فى أخبار الناس وحكايات ما لا يعنى من أحوالهم؛ قيل كذا، وقال فلان كذا، فقيل كذا وعلى هذا نقول: " قيل" منصوبة فعل لما لم يسم فاعله، و " قال " فعل ماض أيضاً، ويصح أن يكون اسمين مخفوضين. والقيل والقال والقول بمعنى، وكذلك القيل والقالة.
و" كثرة السؤال " فيه تأويلات، أنه من مسألة الناس ما بأيديهم، وقيل: يحتمل النهى عن كثرة السؤال والتنطع فى المسائل فيما لم ينزل، وقد كان السلف يكرهون ذلك ويرونه من التكلف. وقال مالك فى هذا الحديث: لا أدرى أهو ما أنهاكم عنه من كثرة المسائل؟ فقد كره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسائل وعابها، أو هو مسألة الناس أموالهم؟ وقد يكون المراد به سؤال النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عما لم يأذن فى السؤال عنه لقوله تعالى: {لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُم} الآية (?)، وفى الصحيح: " إن أعظم الناس جرماً من سأل عن [شىء] (?) عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يحرم فحرم من أجل مسألته " (?). [وقد] (?) يكون كثرة السؤال عن أخبار الناس وأحداث الزمان، وما لا يعنى من الأمور والاشتغال بمثل هذا، فتكون [بمعنى] (?) النهى عن قيل وقال. وقد يكون [كثيرة] (?) سؤال (?) الرجل الناس عن أخبارهم وأحوالهم وتفاصيل أمورهم، فيدخل بذلك الحرج؛ إما بكشف ما لا يريدون كشفه من ذلك بضرورة سؤاله، وبالكذب والتعريض لستر ذلك عنه إذا كان مما لا يفشى، وبالجفاء وسوء الأدب أو بالكذب إن ترك الجواب له عنه.
وأما " إضاعة المال " يكون فى تعطيله، وترك القيام عليه، أو مصلحته، مصلحة دنياه، ومصلحة دنياه صلاح دينه بتفرغ باله له، وتركه التعرض لما فى أيدى الناس. وقد تكون إضاعته إنفاقه فى غير وجوهه والإسراف فى ذلك.