3 - (1172) وحدّثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِىُّ، عَن عُبَيْدِ اللهِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رَضِىَ اللهُ عَنْهَا - قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَواخِرَ مِنْ رَمَضَانَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله فى حديث أبى سعيد فى اعتكافه العشر الوسط: فإذا مضت عشرون ليلةً، ويستقبل إحدى وعشرين يرجع إلى مسكنه، ورجع من كان يجاور معه، ثم إنه أقام فى شهر جاور فيه تلك الليلة التى كان يرجع فيها فخطب الناس. قوله: " من كان اعتكف معى فليبت فى معتكفه " الحديث: يريد أنه أقام فى المسجد تلك الليلة التى كان يرجع فيها، قيل: هو والناس. [فيه] (?) دليل على أن إقامته إنما كانت لاستئناف الاعتكاف فى العشر الآخر كما جاء مفسراً فى الحديث، وتبيينه للناس، وهذا تفسير ما جاء فى كتاب الموطأ (?) من رواية يحيى بن يَحيى، وفى الرواية الأخرى: " فلما كانت ليلة إحدى وعشرين "، وهى التى يخرج من صبيحتها من اعتكافه، أى التى انتظرنا خروجه منها إذ بات تلك الليلة فى معتكفه، ولم يكن عادته، وقيل: بل أراد بصبيحتها يومها الذى قبلها، فأضافه إلى ليلة إحدى وعشرين، كما قال تعالى: {عَشِيةً أَوْ ضُحَاهَا} (?) فأضاف الضحى إلى العشية وهو قبلها، ولأن العرب قد تجعل ليلة اليوم الآتية بعده، حكاه المطرز، وهذا معنى ما ذكره مسلم أيضاً: " فخرجنا صبيحة عشرين ": أى صبيحة تمام عشرين، على ما تقدم من إقامتهم مع النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة إحدى وعشرين، أو سمى النهار صبيحةً، أى لتمام عشرين.
ولا يصح هنا تأويل من تأوله أنهم خرجوا تلك الصبيحة من يوم عشرين نفسه، إذا لا يتم العشر على هذا، فكيف يخرجون فى صبيحة اليوم العاشر وقد وهم فى تأويله بعض مشايخنا، ويدل على ذلك - أيضاً - فى البخارى: " فلما كانت صبيحة عشرين، ونقلنا متاعنا " (?)، فدل أن الصبيحة المراد بها من يوم عشرين ونقلهم المتاع، أمرهم بإخراجه إذ لا حاجة فيه إذ إنما مبيتهم تلك الليلة المستقبلة فى منازلهم، مع رواية الحفاظ من أصحاب مالك؛ ابن وهب، وابن القاسم، والقعنبى وغيرهم، وهى الليلة التى يخرُج فيها من اعتكافه، وذلك أن خروجه عند كافتهم بعد الغروب، وبه تتم له العشر، وبهذا يُجمع