فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ الأَنْصَارِىَّ، وَقَدْ رَأَى النَّبِىَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ رَوَى عَنْ حُذَيْفَةَ وَعَنْ أَبِى مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ وَعَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثًا يُسْنِدُهُ إِلى النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَليْسَ فِى
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فى حديث من عُلم أنه لا يرسل إلا عن ثقة] (?)، وعلى (?) ترك حديث المسامحين فى الأخذ وترك الحجة [به] (?) حتى يَنصَّ على سماعه (?)، وقد ذكر أبو عبد الله الحاكم الاختلاف فى ذلك كما قدمناه (?).
ذكر مسلم فى حجته فى صحة إسناد حديث المتعاصرين آخر صدر كتابه رواية قوم من الصحابة والمخضرمين وأئمة التابعين عن أصحاب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأحاديث عدَّها ولم يُعيِّنها، ومن حق الباحث المفتش لفوائد كتابه- والحق عليه- أن يُجِدَّ فى البحث ويجيد النظر حتى يتعين له مجهولها، ويتفسَّر مبهمها، وتتعرف نكرتُها، وقد بحثنا عن ذلك حتى وقفنا على حقيقة منها، ورحم الله شيخنا القاضى الشهيد، فقد كفانا فى ذلك تعباً طويلاً، أوضح لنا هنالك سبيلاً، وقد رأينا أن نبيّن هذه الأحاديث بذكر أطرافها ليعلم أعيانَها من لم يمهرُ فى هذه الصنعة ولا جعل شغله حفظ أصولها.
قال مسلم: " فمن ذلك أن عبد الله بن يزيد الأنصارى، وقد رأى النبىَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قد روى عن حذيفة وأبى مسعود الأنصارى (?) وعن كل واحد منهما حديثاً بسنده (?) إلى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ولم يفسّر مسلم الحديثين. قال القاضى: أما حديثه عن أبى مسعود فهو حديث