شُجَاعًا أَقْرَعَ، يَتْبَعُ صَاحِبَهُ حَيْثُمَا ذَهَبَ، وَهُوَ يَفِرُّ مِنْهُ، وَيُقَالُ: هَذَا مَالُكَ الَّذِى كُنْتَ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

قال الإمام: وقوله: " شجاعاً أقرع] (?) ": الشجاع: الحيّةَ الذكرْ، ومنه قول الشاعر:

[الأفْعُوَانَ] (?) والشجاعَ الشَّجْعَما

قال الحيّانى (?): يقال للحية: شجاع [وشُجاع] (?)، وثلاثة أشجعة، ثم شجعان. ويَقال للحية أيضاً: أشجع، والأقرع من الحيات: الذى تمعَّط رأسه لكثرة سمّه، ومن الناس الذى لا شعر على رأسه لداءٍ به.

قال القاضى: قيل: الشجاع من الحيات التى تواثب الفارس والراجل (?)، ويقوم (?) على ذنبه، وربما بلغ رأس الفارس يكون فى الصحارى، وقيل: هو الثعبان، والأقرعُ قيل: الأبيض الرأس من كثرة السم، وقيل: نوع من الحيات أقبحها منظراً.

وقوله: " مثل له شجاعاً أقرع ": ظاهره أن الله خلق هذا الشجاع لعذابه، ومعنى " مثل " على هذا: أى أظهر (?)، ونصب، مثل: " من سَّرُه، أن يمثل (?) له الرجال قياماً ": أى ينتصبون وقد يكون " مُثِّل " بمعنى: صيِّر، أى صيِّر ماله وخلق على صورة الشجاع، ومنه الحديث: " أشد الناس عذاباً الممثلون " (?): أى المصورون، ويدل عليه قوله فى الرواية الأخرى: " إلا [تحَّول] (?) يوم القيامة "، وفى الأخرى: " إلا جاء [كنزُه] (?) يوم القيامة شجاعاً "، وقيل: خصّ الشجاع بذلك لشدة عداوة الحيات لبنى آدم، ولما تقدم فى خبر الحية مع آدم - عليه السلام - وزاد فى صفته فى غير مسلم: " له زبيبتان " (?) [هما الزيدات] (?) فى جانبى فمه من السُّم، ويكون مثلها فى شدقى (?) الإنسان عند كثرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015