الْجَارِيَةِ الْعَرِبَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ.
18 - (...) وحدَّثنى أَبُو الطَّاهِرِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِى يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: وَاللهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ عَلَى بَابَ حُجْرَتِى، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ فِى مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرُنِى بِرِدَائِهِ لِكَىْ أَنْظَر إِلَى لَعِبِهِمْ، ثُمَّ يَقُومُ مِنْ أَجْلِى، حَتَّى أَكُونَ أَنَا التِى أَنْصَرِفُ، فَاقْدِرُوا قَدْرَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بالغين المعجمة، وبالوجهين ضبطناه فى غير هذا المكان عن ابن سراج (?).
و" مزمور الشيطان " بضم الميم، بمعنى مزمار فى الحديث الآخر، وأصله الصوت بصفير، ومنه زمارة النعامة، والزمير الصوت الحسن، والزمر الغناء.
وقوله: " ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسجَّىً بثوب " (?) كما قال فى رواية أخرى: " مغشى " (?) ولعل تقدم أبى بكر لزجرهم بين يدى النبى إذ رأى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسجَّىً ووجهه إلى الجهة الأخرى فظنَّ أنه نائمٌ لا علم عنده منهُنَّ، ولا يسمع غناءهن.
ومعنى الجارية العَربة، قال أهل التفسير فى قوله: {عُرُبًا أَتْرَابًا} (?): واحدهن (?) عروبٌ، وهن المتحببات لأزواجهن، وقيل غير هذا (?)، وقيل: العربة الغنجة (?)، وامرأة عاربة أى ضاحكة، والعروب النشاط، فقد تكون العرِبة هنا المشتهرة (?) فى اللعب كما قال فى الحديث الآخر: " الحريصة على اللهو ".
وفيه جواز اللعب بالدفِّ فى النكاح والأعياد وأفراح المسلمين ما لم يكثر ذلك، وهو الدف العربى المدور بوجه واحد، المسمى بالغربال.
وفى حديث الحبشة جواز اللعب بالسلاح والمثاقفة؛ لأن فيه تدريباً على العمل بها فى