يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ". وَإِذَا رَكَعَ قَالَ: " اللَّهُمَّ، لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِى وَبَصَرِى، وَمُخِّى وَعَظْمِى وَعَصَبِى ". وَإِذَا رَفَعَ قَالَ: " اللَّهُمَّ، رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ مِلْءَ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

خصوصاً فيما يستحقر ويستصغر ويستقذر كالحشرات والكلاب والقردة إلا بسبيل العموم.

وقوله: " اهدنى لما اختلف فيه من الحق ": أى ثَبتنى مِثلُ قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم} (?)، وتقدم الكلام على معنى لبيك وسعديك (?).

وأما قوله: " والخير كله فى يديك، والشر ليس إليك ": قال الخطابى: معنى هذا الكلام: الإرشاد إلى استعمال الأدب فى الثناء على الله والمدح له بأن تضاف محاسن الأمور إليه دون مساوئها ومذامها.

قال الإمام: تتعلق به المعتزلة فى أن الله لا يخلق الشر ونحمله نحن على أن معناه: لا يتقرب إليك بالشر.

قال القاضى: وقوله: " أَنا بك وإليك " اعتراف بالعبودية واللَّجأ.

وقوله: " لك الحمد ملء السماوات والأرض وما بينهما " (?): قيل هو محتمل لطريق الاستعارة؛ إذ الحمد ليس بجسم فيُقَدَّر بالمكاييل وَتَسعُه الأمكنة والأوعية، فالمراد تكثير العدد، كما لو كان مما يُقَدَّر بمكيال أو ما يملأ الأماكن لكان بهذا المقدار، وقيل: يحتمل أن يعود ذلك التقدير لأجورهما وقيل: يحتمل التعظيم والتفخيم لشأنهما، وقد (?) جاء " أن الميزان له كفتان، كل كفة طباق السماوات والأرض " وجاء فى الحديث الآخر أن " الحمد يملأ الميزان " (?)، فعلى جمع الحديثين جاء الحمد ملء السماوات والأرض والتأويل الأول أظهر لما جاء فى الحديث الآخر: " سبحان الله عدد خلقه وزنة عرشه " (?) الحديث، فظاهره تكثير العدد وكذلك هنا، والمِلء - بكسر الميم -[الاسم] (?) وبفتحها المصدر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015