. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
جاء عن أبى ذر، وإن كل أحد أخبر بما رأى وشاهد من ذلك دون ما لم يشاهد، ومن علم فعل النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للجميع حدَّث به، كما جاء فى حديث مجاهد (?)، ومحمل من لم يصلها من السلف على ما تقدم إن لم يجعلها مشهورة مقصورة على ذلك العدد والمواظبة لئلا تُلحق بالفرائض. وقد روى فى إنكار ابن مسعود عنه نحو هذا (?).
وقول ابن عمر: " إنها بدعة " أى ملازمتها وإظهارها فى المساجد، مما لم يكن بعد، لاسيما وقد روى عنه: " بدعة ونعمت البدعة " (?) وروى عنه: " ما ابتدع المسلمون بدعة أفضل من صلاة الضحى " (?) كما قال عمر فى صلاة التروايح (?)، لا على أنها بِدْعة مخالفة للسنة، وكذلك روى عن ابن مسعود لما أنكرها على هذا الوجه، وقال: " إن كان لابد ففى بيوتكم، لِمَ تُحمِّلون عباد الله ما لم يُحمِّلهُم الله " كل ذلك خيفة أن يحسبها الجاهل من الفرائض، ولهذا ما رأى جماعة ممن رأى صلاتها فى بعض الأيام دون بعض ليخالف بينها وبين الفرائض (?)، واحتجوا بما روى عن أبى سعيد أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصليها حتى نقول: لا يدعها، ويدعها حتى نقول: لا يصليها (?).
قال الإمام: وقول عائشة - رضى الله عنها -: " ما رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلى سبحة الضحى [الحديث] (?) [وقول النبى] (?) فى قيام رمضان: " ما منعنى من الخروج إليكم إلا أنى خشيت أن تفرض عليكم " (?) الحديث مجمله أنه - عليه السلام - أوحى إليه بذلك وأعلمه الله أنه متى واظب على فعل مثل هذا فُرِض على أمته فأشفق - عليه السلام - على أمته، وكان عليه السلام - كما قال الله تعالى -: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (?).