. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فأفقههم فى دين الله فإن كانوا فى الفقه سواءً فأكبرهم سناً، فإن كانوا فى السن سواء فأصبحهم وأحسنهم وجهاً، فإن كانوا فى الصباحةِ والحُسن سواء فأكبرهم حسباً. قال الخطابى: وإن كانت الهجرة اليوم قد انقطعت مراعاتها ففضيلتها باقية على أبنائهم، فمن كان من أبناء المهاجرين أو كان فى آبائه وأسلافه من له سابقة وقدَمٌ فى الإسلام فهو مقدّم على غيره، ممن ليس له مثل ذلك، أو هو حديث عهد بإسلامٍ؛ ولهذا قُدِّم ذو السنِّ؛ لأنه أقدم إسلاماً، فصار بمنزلة القديم الهجرة.
قال بعض المتكلمين: رتب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأئمة هذا الترتيب؛ لأنها خلافة النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إذ هو إمام الناس فى الدنيا والآخرة، فهى بعده للأقرب إليه منزلة، والأشبه به مرتبة، ثم بسط الكلام فى أن هذه الصفات والأخلاق من العلم بالقرآن والسنة وقدم الإسلام وحصافة العقل وهيبة (?) القدر - الذى هى معنى السن وجلالة النسب وحسن الصورة وحسن الأخلاق - هى صفات النبى - عليه السلام - وهو المتصف بها حقيقة على الكمال، فمن اتصف بها كان أشبه بالنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأولى بخلافته، ومن اتصف ببعضها كان من اتصف بجميعها أولى منه، وكان - عليه السلام - خلقه القرآن (?)، وقال: " من قرأ القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه " (?)، وكان علمه وعلم السنن إليه ومنه أقتبس، وكان من جمال الصورة وحسن الخلق على ما عُرِف، وقال الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (?).
قيل: [قد] (?) تكون العبارة بصباحة الوجه وحسنه هنا عن بشره وطلاقته فيه، والقلوب إلى الصفات الحسنة أحب والنفوس (?) إلى الأخلاق الحسنة (?) والوجوه البسيطة أميل، وبالتقديم لها فى أمورها وحوائجها أرضى، وقد قال - عليه السلام -: " أقربكم منى مجلساً أحاسنكم أخلاقاً " (?) وكذلك الحسيب يقرب إليه بمشاركة شرف حسبه وكرم