. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأرض على اختصاصه بهذه العبادة (?)، ولشيوخنا القائلين بدليل الخطاب (?) وتسليمه عن هذا أجوبة، فأما من لم يقل به فلا يحتج عليهم به منها أن هذه الزيادة انفرد بها [أبو مالك] (?) الأشجعى والجمهور يخالفه، ومنها: أن السبخة تسمى تراباً، وكل أرض على صفة مخالفة كأرض الزرنيخ والزاج والشب فذلك ترابها، قالوا: ولأنه نص على أعم ما يوجد فى الأرض وهو التراب، ولأن التراب بعض ما اشتمل عليه الحديث العام وغير مناف له، ونحن نقول بهما جميعاً لا سيما مع قوله - عليه السلام -: " فحيثما أدركتكم الصلاة فصلوا " فهو بَيِّنٌ فى إجزائه فيهما معاً (?) وتسويته بين الصلاة والطهارة فى الأرض؛ لأن الحكم إذا تعلق باسم مجرد دون صفة ضعف التعلق بالاستدلال باختصاصه عما عداه (?) بخلافه (?) إذا تعلق بالصفة.
وقوله: " أعطيت جوامع الكلم "، قال الهروى: يعنى [القرآن، جمع الله فى الألفاظ اليسيرة منه معانٍ كثيرة ومنه فى وصفه عليه السلام: " كان يتكلم بجوامع الكلم " يعنى] (?): أنه كان كثير المعانى قليل الألفاظ.
وقوله: " وبعثت إلى الأحمر والأسود "، قيل: هم كافة الناس، كنَّى بالحمران عن البيض من العجم، وبالسود عن العرب لغلبة الأُدمة عليهم وغيرهم من السودان، وقد يقال: إن الأسود: السودان، والحمر من عداهم من العرب وغيرهم، وقيل: الأحمر: الإنس، والأسود: الجن. وفى الحديث من أعلام نبوته ما أنذر به من فتح خزائن الأرض كما قال.
وقوله مرة فيما اختص به ثلاث، ومرة خمس ومرة ست، ليس بمتخالف؛ لأنه أخبر مرة عن عدد، ثم أخبر عن أكثر منه، وليس فى قوله: " ثلاث " دليل على أنه لم يعط غيرها، فقد يقول الرجل: أعطانى فلان عبداً، وهو قد أعطاه العبد وغيره، ثم يخبر بعد ذلك بجملة ما أعطاه، وقد يكون أخبر [أولاً] (?) بما أعلمه الله به أولاً، ثم زيد فأخبر بما زيد والله أعلم.