56 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا مَعَ أَبِي سَلَمَةَ، إِذْ طَلَعَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طِهْفَةَ فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: حَدِّثْنَا حَدِيثَكَ عَنْ أَبِيكَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَحْفَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اجْتَمَعَ الضِّيفَانُ قَالَ: «لِيَنْقَلِبْ كُلُّ رَجُلٍ بِضَيْفِهِ» , حَتَّى إِذَا كَانَ فِي لَيْلَةٍ اجْتَمَعَ فِي الْمَسْجِدِ ضِيفَانٌ كَثِيرٌ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِيَنْقَلِبْ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ جَلِيسِهِ» , قَالَ: فَكُنْتُ أَنَا مِمَّنِ انْقَلَبَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ , هَلْ مِنْ شَيْءٍ؟» قَالَتْ: نَعَمْ , حُوَيْسَةُ كُنْتُ أَعْدَدْتُهَا لِإِفْطَارِكَ , قَالَ: «فَأْتِنِي بِهَا» , فَأَتَتْ بِهَا فِي قَعْبَةٍ لَهُمْ , فَأَكَلَ مِنْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[35]- شَيْئًا , ثُمَّ قَدَّمَهَا إِلَيْنَا , ثُمَّ قَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ , كُلُوا» , فَأَكَلْنَا مِنْهَا حَتَّى وَاللَّهِ مَا نَنْظُرُ إِلَيْهَا , ثُمَّ قَالَ: «عِنْدَكِ شَرَابٌ؟» قَالَتْ: لُبَيْنَةٌ أَعْدَدْتُهَا لِإِفْطَارِكَ , قَالَ: «هَلُمِّيهَا» , فَجَاءَتْ بِهَا , فَشَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا شَيْئًا , ثُمَّ قَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ اشْرَبُوا» , فَشَرِبْنَا , حَتَّى وَاللَّهِ مَا نَنْظُرُ إِلَيْهَا , ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الصَّلَاةِ , وَكَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ إِذَا خَرَجَ , فَقَالَ: «الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ» , فَرَآنِي مُنْكَبًّا عَلَى وَجْهِي , فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» قُلْتُ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ , قَالَ: «إِنَّهَا ضِجْعَةٌ يَكْرَهُهَا اللَّهُ»