سليم نحو سنة 1884م ولد فارس هذا في قرية الحدث من اعمال جبل لبنان بقرب بيروت وبجوار كفر شيما. ودخل مدرسة عين ورقة المارونية الاكليريكية الكائنة في عمل كسروان من جبل لبنان فتلقى العربية والسريانية ونبغ فيهما ثم رحل إلى مصر واخذ عن اعلامها اللغة والادب وكان من صغره ميالاً للنظم فنظم الشعر واجاده. ثم تولى تحرير الوقائع المصرية على عهد عباس باشا الاول امير مصر. ولما بارح القطر المصري تسوح في تونس وفرنسا وبلاد الانجليز ثم القى عصا التسيار في مدينة القسطنطينية وانشأ فيها جريدة الجوائب سنة 1277هـ 1861م أي بعد حرب القرم وحوادثه السياسية بمدة فليلة. وتوفى في القسطنطينية 1887م واوصى ابنه الوحيد سليماً أن لا يدفن جثته إلا في قرية ولادته. فنقل سليم الجثة إلى بيروت ودفنها في ارض جبل لبنان عند الحازمية بقرب مدفن فرانقو باشا متصرف جبل لبنان الاسبق وعلى بعد ربع ساعة من قرية الحدث. وله عدة مصنفات منها 1: كنز الرغائب في منتخبات الجوائب وهو مقتطفات من جريدته اليومية السياسية العلمية جمعها ابنه سليم فارس وطبعها في 7ج في القسطنطينية 1295هـ. وفائدة الكنز هذا عظيمة للوقوف على تاريخ الشرق بعد حرب القرم إلى حرب سنة 1878م. وانشاء أحمد فارس ولغته من احسن ما كتبه المتأخرون نثراً في اللغة العربية في عصر النهضة الاخيرة 2: سر اللبال في القلب والابدال طبع في 600صح في القسطنطينية 1284هـ وهو عظيم الفائدة لمعرفة اللغة ومبني على ثلاثة مقاصد حذا فيه حذو المحكم لابن سيده الذي لم يطبع إلى يومنا 3: الواسطة في احوال مالطة وهو مرشد ودليل لجزيرة مالطة والقلعة الحصينة التي فيها طبع في مالطة 4: كشف المخبأ عن فنون اوربا طبع ثالثة في الاستانة العلية سنة 1299هـ في 360صح وهو ذكر رحلة المؤلف في اقطار اوربا 5: الجاسوس على القاموس طبع في القسطنطينية 1299هـ في 690صح وهو انتقاد على خطأ الفيروزابادي في قاموسه المحيط. غير أن كثيرين من