واشهر مصنفي هذا العصر هم كرنيليوس فنديك وناصيف اليازجي وأحمد فارس الشدياق ورفاعه بك الطهطاوي وعبد الهادي نجا الابياري وبطرس البستاني فلنذكرهم اولاً في فصل مخصص لهم ثم لنذكر الآخرين مرتبين حسب المواضيع التي صنفوا فيها
1 - كرنيليوس فنديك
الامريكي مولداً البيروتي مسكناً ولعله اكثرهم فائدة وخدمة في تآليفه وتطبيبه واعماله الخيرية ولد سنة 1818م في بلدة كندرهوك في ولاية نيويورك في الجمهورية المتحدة الامريكية الشمالية. وبعد أن تعلم اللاتينية واليونانية علاوة على الهولندية التي هي لغة اجداده وعلاوة على الانجليزية التي هي لغة مولده تولع بالطب والصيدلة والرياضيات فذهب إلى مدرسة مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا حيث درس حتى نال الاجازة بتعاطي صناعة الطب. ثم أتى سنة 1840م إلى بر الشام حيث تفرغ مدة لدرس اللغة العربية واللغة السريانية والعبرانية. وكان يحفظ التصاريف والاشعار ويطالع المصنفات الشهيرة في اللغة وغيرها ويعلق لها شروحاً ويُعرِب الفيات النحو وارجوزات الصرف على هوامش المتن وذلك بارشاد معلميه الذين منهم الشيخ ناصيف اليازجي وبطرس البستاني والشيخ يوسف الاسير. فتمكن بعد مدة وجيزة من اللغة العربية واخواتها حتى صار يعلم الشبان ويؤلف لهم كتباً فذاع صيته في بر الشام والقطر المصري واقاليم ما بين النهرين بأنه من فلاسفة الشرق وركن من اركان النهضة العلمية وزعيمها في بر الشام. واختص بالطب على انواعه ومعالجته امراض العين والرياضيات ولا سيما الهيئة والطبيعيات وكان مشهوراً بعمل الخير والبر. وتوفى في بيروت في 13 نوفمبر سنة 1895م عن 77 سنة من العمر قضاها في خدمة العلم ومعاطاة صناعة الطب والصدقات. ومن مؤلفاته