وهي في الإقليم الرابع.
وبعدها عن خط المغرب، إحدى وثلاثون درجة، وهي قاعدة إفريقية وحصنها. وهي كبيرة جليلة، ليست قديمة بنيت في خلافة معاوية بن أبي سفيان «1» .
وذلك أنه لما وليّ معاوية عقبة بن نافع العصوني القرشي أرض مصر وافريقية، اختط مدينة القيروان. وكانت قبل ذلك غيضة وشعارا «2» لا يرام، ولا تدخل من كثرة السباع والأسد والحيات. ودعا الله عليها فلم يبق «3» منها شيء إلّا خرج هاربا عنها، حتى كانت السباع والأسد تحمل أولادها في أفواهها وبأيديها، فسمّي بأبي الربيع.