غيره: سنة أربع خرج إليهم النبيّ صلى الله عليه وسلم عشية الجمعة لتسع مضين من ربيع الأول، وحوصروا ثلاثا وعشرين يوما وقالت عائشة: خمسة وعشرين يوما. وفي البخاري: بعد بدر بستة أشهر. قاله عروة (?) .
وفي حكم النبيّ صلى الله عليه وسلم في بني قريظة من الفقه: أن أهل الذمة إذا حاربوا والإمام عادل، فليستحل بذلك نساءهم وذراريهم، ومن ضعف من رجالهم من شيخ وذي زمانة. قاله الأوزاعي، وابن الماجشون، وأصبغ، وابن حبيب، وابن الموّاز، وخالفهم ابن القاسم في الشيخ الكبير ومن به زمانة، أو من يرى أنه مغلوب منهم. فقال: لا يستباحوا ولا يسترقوا.
قال أبو عبيد: إنما استحل رسول الله صلى الله عليه وسلم دماء بني قريظة لمظاهرتهم الأحزاب عليه، وكانوا في عهده فرأى ذلك نكثا لعهدهم.
قال أبو عبيد: وقال سفيان بن عيينة: إنا لا نعلم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم عاهد قوما فنقضوا العهد إلا استحل قتلهم غير أهل مكة فإنه منّ عليهم، وكان نقضهم أن قاتلت حلفاؤهم من بني بكر حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من خزاعة. فنصر أهل مكة بني بكر على حلفائه، فاستحل غزوهم. قال المفضل:
حاصرهم إحدى وعشرين ليلة، ثم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلح، فأبى ذلك عليهم إلا على أن يخرجوا من المدينة على ما يأمرهم به عليه السلام، فرضوا فأمرهم أن يحمل كل ثلاثة أبيات على بعير ما شاؤا من متاعهم، وما بقي فلرسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجوا إلى الشام وهو حشرهم.
وذكر أبو عبيد في كتاب الأموال: أن اليهود قيل لهم: انزلوا على حكم النبيّ صلى الله عليه وسلم. قالوا:
ننزل على حكم سعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انزلوا على حكم سعد» (?) .
وفي مصنف أبي داود: كان النضير أشرف من قريظة، وكلاهما من ولد هارون النبيّ عليه السلام (?) .
وفي كتاب المفضل: وكان سبب النضير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سار إليهم ومعه نفر من