عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلّ لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذي أُنزِل معه أولئك هم المفلحون} (?).
وقال: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} (?).
وإذا ثبتت مشروعية اتباعه - صلى الله عليه وسلم -، فإن الاتباع هو سلوك السبيل الذي سلكه المتبوع. وسبيل محمد - صلى الله عليه وسلم - هي سنته، وهو المطلوب.
بل قد ورد في القرآن الكريم بيان أن تعليم السنة، بالإضافة إلى تعليم الكتاب، هو من مهمة محمد - صلى الله عليه وسلم -. قال الله تعالى: {هو الذي بعث في الأميّين رسولًا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيّهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} (?).
قال قتادة: "الحكمة السنّة وبيان الشرائع" (?).
ولكن يحتمل أن يقال: إن المراد بالحكمة الفهم العميق، ومعرفة معالجة الأمور بما تستحقه، كما فسّرها آخرون. وعلى هذا الوجه لا تكون الآية حجة في هذه المسألة.
إلا أنه ورد في سورة الأحزاب قوله تعالى: {يا نساء النبيّ لستنّ كأحد من النساء إن اتقيتنّ فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ... } إلى قوله: { ... واذكرن ما يتلى في بيوتكنّ من آيات الله والحكمة} (?) وهو يبيّن أن الحكمة شيء خاص متميّز كان {يتلى} أو يصنع به ما هو شبيه بالتلاوة (?) من المذاكرة