قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى نقلاً عن الإمام الغزالي رحمه الله ما ملخصه: ((النميمة في الأصل نقل القول إلى المقول فيه ولا اختصاص لها بذلك، بل ضابطها كشف ما يُكره كشفه سواء كرهه المنقول عنه، أو المنقول إليه، أو غيرهما، وسواء كان المنقول قولاً، أم فعلاً، وسواء كان عيباً أم لا، حتى لو رأى شخصاً يُخفي ماله فأفشى كان نميمة)) (?).
وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى: (( ... في رواية لا يدخل الجنة نمّام، وفي أخرى قتّات، وهو مثل الأول فالقتّات هو النمّام)). ثم قال: قال الجوهري وغيره: ((يقال: نمَّ الحديث ينِمه، وينُمه، بكسر النون وضمها، نما، والرجل نمّامٌ، وقتّه يُقتّه بضم القاف قتّاً. قال العلماء: النميمة نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد بينهم)) (?).
والنّمّ إظهار الحديث بالوشاية، وأصل النميمة الهمس والحركة (?).
وقد بوّب البخاري رحمه الله تعالى باباً قال فيه: ((باب ما يكره من النميمة)).
ثم قال ابن حجر رحمه الله تعالى: ((كأنّه أشار بهذه الترجمة إلى بعض القول المنقول على جهة الإفساد يجوز إذا كان المقول فيه كافرًا مثلاً، كما