عندهم عن أنبيائهم؛ من غير تلقٍّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهم، فتقوم الحجة على مُعانِدهم، وينقاد للإيمان من يريدُ (?) الله أن يهديه.
وزيادة إيمان الذين آمنوا؛ بكمال تصديقهم بذلك والإقرار به.
وانتفاءُ الرَّيْبِ عن أهل الكتاب لجزمهم بذلك، وعن المؤمنين لكمال (?) تصديقهم به.
فهذه أربع (?) حِكَم: فتنة الكفار، ويقين أهل الكتاب، وزيادة إيمان المؤمنين، وانتفاء الريب عن المؤمنين وأهل الكتاب.
الخامسة: حيرة الكافر ومن في قلبه مرض، وعَمِيَ قلبه عن المراد بذلك، فيقول: {مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا}
وهذه حال القلوب عند ورود الحق المنزل عليها: قلب يفتتن به كفرًا وجوفىًا، وقلب يزداد به إيمانًا وتصديقًا، وقلب يتيقَّنه، فتقوم عليه الحجة به، وقلب يوجب له حيرة وعمًى، فلا يدرى ما يراد به.
واليقين وعدم الريب في هذا الموضع: إن رجعا إلى شيء واحد كان ذكر عدم الريب مقرِّرًا لليقين، ومؤكدًا له، ونافيًا عنه ما يُضادُّه بوجه من الوجوه، وإن رجعا إلى شيئين بأن يكون اليقين راجعًا إلى الخبر المذكور عن عدَّة (?) الملائكة، وعدم الريب عائدًا إلى عموم ما أخبر الرسول به؛