ومن ظن أنه يستغنى عما جاء به الرسول، بما يُلْقَى في قلبه من الخواطر والهواجس؛ فهو من أعظم الماس كفرًا، وكذلك إن ظن أنه يكتفي بهذا تارة وبهذا تارة.
فما يُلقى في القلوب لا عبرة به ولا التفات إليه؛ إن لم يُعرض على ما جاء به الرسول ويشهد له بالموافقة؛ وإلا فهو من إلقاء النفس والشيطان.
وقد سُئل عبد الله بن مسعود عن مسألة المُفَوّضة شهرًا، فقال بعد الشهر: "أقول فيها برأي؛ فإن يكن صوابًا فمن الله، وإن يكن خطًا فمني ومن الشيطان، والله بريء منه ورسوله" (?).
وكتب كاتب لعمر بين يديه: "هذا ما أرى اللهُ عمرَ"، فقال: "لا، امْحُه واكتب: هذا ما رأى عمر" (?).
وقال عمر أيضًا: "أيها الناس! اتهموا الرأي على الدّين؛ فلقد رأيتُني يوم