ومما يشهد لصحة أقوال السلف قوله تعالي: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} [فصلت: 25].
قال الكلبي: "ألزمناهم قرناء من الشياطين" (?).
وقال مقاتل: "هيأنا لهم قرناء من الشياطين" (?).
وقال ابن عباس: "ما بين أيديهم: من أمر الدنيا، وما خلفهم: من أمر الآخرة" (?).
والمعنى: زيَّنوا لهم الدنيا حتى آثروها، ودعوْهم إلي التكذيب بالآخرة والإعراض عنها.
وقال الكلبي: "زينوا لهم ما بين أيديهم من أمر الآخرة: أنه لا جنة، ولا نار، ولا بعث؛ وما خلفهم من أمر الدنيا: ما هم عليه من الضلالة" (?).
وهذا اختيار الفرّاء (?).
وقال ابن زيد: "زيَّنوا لهم ما مضى من خبيث أعمالهم، وما يستقبلون منها" (?).