وصية الحسن البصري لعمر بن عبد العزيز

فليُوطِّن نفسَه على تحمل المصائب".

محب الدنيا لا ينفك من ثلاث: هم لازم، وتعب دائم، وحسرة لا تنقضي

ومُحِبُّ الدنيا لا ينفكُّ من ثلاث: هَمٍّ لازم، وتعب دائم، وحسرة لا تنقضي، وذلك أن محبها لا ينال منها شيئًا إلا طمحت نفسه إلى ما فوقه، كما في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو كان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى لهما ثالثًا" (?)، وقد مثل عيسى ابن مريم عليه السلام محب الدنيا بشارب البحر (?)، كما ازداد شربًا ازداد عطشًا (?).

وذكر ابن أبى الدنيا (?): أن الحسن كتب إلى عمر بن عبد العزيز: "أما بعد فإن الدنيا دار ظَعْنٍ، ليست بدار إقامة، إنما أُنزل إليها آدم عقوبةً، فاحذرها يا أمير المؤمنين! فإن الزاد منها تركها، والغنى فيها فقرها، لها في كل حين قتيل، تُذِلُّ من أعزها، وتُفقِر من جمعها؛ كالسُّمِّ يأكله من لا يعرفه وهو حَتْفُه، فكن فيها كالمداوي جِراحَه، يحتمي قليلًا، مخافة ما يكره طويلًا، ويصبر على شدة الدواء (?)؛ مخافة طول البلاء، فاحذر هذه الدار الغرّارة، الخدَّاعة الختَّالة، التي قد تزينت بخِدَعها، وفتنت بغرورها، وخيَّلت (?) بآمالها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015